نجد أن معظم الأهل والأقارب فساق فهل نقاطعهم وهل نستتر أمامهم بلبس الحجاب ؟
الزيارات:
3500 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ما جوابك فضيلة الشيخ إذا قلت لك : إننا لو ميزنا في حياتنا نجد أن معظم الأقارب والأهل فساق ، بحيث نرى منهم من يصلي ومنهم تارك صلاة ، وكلهم يقولون : ما زال وقت التوبة ، ولكن ليس استهزاء بل فعلاً هم ينوون التوبة ، وحجتهم في هذا أن هذا الوقت صعب لكثرة الفتن والشهوات ، ويحبون الملتزمين في الدين ، ويدافعون عنهم ، وإذا ذكرتهم أنصتوا إليك إلا العمل والتطبيق فإنهم ضعفاء ، فإذا كانوا كذلك فهل أقاطعهم ، وإني أعلم أنهم يحبون ويرجون الرجوع إلى الله عز وجل ، ولكن بدون جهاد نفس فهل استتر أمامهم بلبس الحجاب ؟
المجتمع هكذا ، والله المستعان ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوب علينا جميعاً وعليهم ، وينبغي أن ينصحوا ، ولا يلتفتوا إلى المجتمع فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيما رواه مسلم في ( صحيحيه ) - عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " .
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً " .
وعلى المسلم ألا يقتدي بهذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ، فهو مجتمع جاهلي لا يحكم كتاب الله ، ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وليس بمعنى أنه كافر إلا من كان قاطع صلاة ، فعلى الصحيح من أقول أهل العلم أنه يكون كافراً .
أما هل تقاطعيهم أم لا ؟ فالذي أنصحك بالدعوة وعدم المقاطعة ، فإن المقاطعة ربما لا تجدي ، إذا علم الشخص أنه إذا قاطعهم سيرجعون إلى الله سبحانه وتعالى فعل ، وإن علم أنهم سيزيدون عتواً ونفوراً وبعداً عن الدين ، فلا ينبغي أن يقاطعهم .
ونحن في زمان إلى الله المشتكى ينبغي لنا أن نتمسك بالكتاب والسنة ، وحالنا كما جاء في حديث أبي هريرة في الشفاعة : أن الأنبياء يقولون : نفسي نفسي نفسي .
فعلى الشخص أن يهتم بنفسه ، وأن يدعو إلى الله في حدود ما يستطيع ، لست أقول إنه يعتزل ، فالمجتمع محب للخير ، ولا يجوز أن يعتزل ، لكن نجمع بين العزلة والدعوة ، كيف نجمع بين العزلة والدعوة ؟ نعتزل مجاميع الشر ، إذا كانت هناك نوادي شر أو اجتماعات شر ، والدعوة : نخالط الناس للدعوة فإن الله أمرنا بذلك لقوله سبحانه وتعالى : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " .
لكن ينبغي أن نتخير الجلساء الصالحين ، الذين يساعدون على الخير مع أمن الفتنة إذا كانت امرأة لأن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل " .
ويقول كما في ( الصحيحين ) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " مثل الجليس الصالح وجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة " .
فأنصح المرأة الصالحة أن تحرص على مجالسة النساء الصالحات ، فإنها بهذا تزداد إيماناً ، وتزداد علماً ، وتزداد بصيرة ، كما أن الرجل ينبغي أن يحرص على مجالسة الرجال الصالحين ، فجلساء السوء ربما يردون الشخص إلى النار والعياذ بالله يقول الله سبحانه وتعالى في أهل الجنة : " فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ " .
فينبغي أن نحرص على مجالسة الصالحين ، والبعد عن الفاسدين المفسدين .
وأما ما جاء في نهاية السؤال : هل تلبس الحجاب أمامهم ؟ فلا ، لا تحتجب منهم ، إذا كانوا ممن تحرم عليهم على التأبيد كالأخ وابن الأخ .