أما مسألة المدح فهو أحسن من الذم لكن بحق ؛ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سئل كما في < صحيح مسلم > عن الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه قال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أثنى على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وأثنى على جماعة من صحابته - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فإذا كان بحق والشخص لا يخشى على نفسه أن يفتن فلا بأس بذلك .
أما إذا كان غلواً ، أو كان متجاوزاً للحد ، ونحن نترك الأخوة الذين يتكلمون إغاظة لأصحاب البدع ، فالمبتدعة تارة يقولون : أننا علمانيون ، وأخرى يقولون : أننا أشتراكيون - قد قال هذا عبدالله صعتر أننا من إخوان الاشتراكيين - ، وذاك يقول : إننا عملاء ، وأخرى يقولون : أننا جواسيس للدولة ، وأخر يقول : أننا خوارج المهم أسماء كثيرة ، وهذه الأسماء الحمد لله نحن لا نبالي بها لكن من أجل إغاظتهم نترك إخواننا يتكلمون بالحق ، وبعض إخواننا ربما يبالغ بعض المبالغة وأنا عازمٌ إن شاء الله في طبعة قادمة للترجمة أن تعدل بعض الأشياء التي فيها مبالغة والله المستعان .
فالمهم الإخوان المفلسون هم الذين إذا مدحوا الشخص كبروا شأنه وعظموه مرحباً بالشيخ وحيا ، وإذا انفصل منهم قالوا : احذوه هذا من جماعة التكفير ، فإذا كان الشخص معهم فهو شيخ الإسلام ، وإن لم يكن معهم فهو من جماعة التكفير منفر ، ما أدري كيف يتجاسرون أن يقولون : إن أهل السنة منفرون ، أهل السنة إذا جاؤوا امتلئت المساجد وما حول المساجد وهم ربما لا يمتلئ بل ربما يبقى المسجد فارغاً .
فالمهم أننا ابتلينا بهم ، فالمدح ومسألة التواضع أمرٌ طيب ، وأنا أخبر عن نفسي أنني عند نفسي لا أساوي بصلة فليبلغ الشاهد الغائب ، لكن إغاظة لهم لألئك الذين ما دروا ماذا يسموننا ، يأتون بالمتناقضات فينا والله المستعان .
------------
من شريط : ( أسئلة السلفيين من أهل صنعاء )