المقصود بالإسرائليّات ما نقلت في كتب التفسير ، وفي كتب القصص ، في كتب التفسير مثل تفسير الخازن ، وتفسير الثعالبي ، وتفسير البغوي فيه شيئ يسير ، وهكذا تفاسير أخرى ، ووقعت في تفسير ابن كثير على أنّه يحاربها ويقول في كثير من المواضع : هذه من خرافات كعب الأحبار أو من خرافات أو من خرافات وخزعبلات الإسرائليين .
والقصص الإسرائليّة الصحيح أنّه لا يعتمد عليها ، منهم من يقول : يعتمد عليها إذا وافقت شرعنا، إذا وافت شرعنا فشرعنا كاف عنها.
وأمّا حديث : " حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " الذي هو في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو ، فهذا الحديث المراد : حدّثوا بما تعلمون صحّته من دينكم ، أو إذا لا دخل له بالإعتقاد بس مجرّد ذكره للسّمر لا للإعتقاد.أمّا للعقيدة فلا ، لا يصلح إلّا آية قرآنيّة وحديث نبويّ .
وكثير ما تكون الإسرائليّا في أخبار الأنبياء المتقدّمين وعوج بن عنق أنّه أخذ يأخذ الطائر ويشويه عند عين الشمس ، ومن تلكم التّراهات ، وهكذا أيضا أخبار الأمور المستقبلة ، ليس لنا سبيل في أخبار المتقدّمين إلّا كتاب أو سنّة ، وأخبار الأمور المستقبلة أيضا لا نثبتها إلّا بكتاب أو سنّة صحيحة.
فإن قال قائل ألسنا مطالبين بالإيمان بالتّوراة والإنجيل ؟ فنعم ، نحن مطالبون بذلك ، لكن على سبيل الإجمال لأنّهم قد حرّفوا قال الله سبحانه وتعالى : " أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:75] ، وقال تعالى : " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " [آل عمران:78] ، {.. ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا..} [البقرة:79] .
وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم : " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّوهم ، وقولوا آمنّا بالذّي أنزل إلينا وأنزل إليكم فإنّكم إمّا إن تصدّقوا بباطل أو تكذّبوا بحق " ، وقال ابن عبّاس كما في صحيح البخاري : إنّ كتابكم أحدث عهد بربّه فما رأينا أحدا من أهل الكتاب يسألكم ، يعني ينكر على بعض الصّحابة أو بعض التّابعين في سؤال أهل الكتاب ، وأمر لا يحتاج إليه ، ما إسم كلب أصحاب أهل الكهف ؟!! قال بعضهم : قطمير ،وقال بعضهم كذا وكذا ، المهم أشياء لا يحتاج إليها والله المستعان.