يقول الله تعالى : " وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " وقال سبحانه وتعالى : " وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ " يدل على أن جميع المصائب السبب فيها المعاصي كما ذكر ابن كثير وشيخ الإسلام وغيرهما فهل ما أصاب الصحابة كان من هذا الباب ، كذلك ما أصاب الأنبياء والرسل عليهم السلام وغيرهم كما وقع من يوسف عليه السلام من إلقاءه بالجب وإدخاله السجن وما وقع بأيوب ويعقوب عليهم السلام هو بما كسبت أيديهم ؟
يكون بما كسب الأيدي ، ويكون ابتلاء وإختبار ولو لم يكن الشخص له ذنوب ، فالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في حديث سعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري والمعنى متقارب : " أشد الناس بلاءً يوم القيامة الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى المرء على حسب دينه فإن كان صلب في دينه اشتد بلاءه ، وإن كان في دينه رقة خف بلاءه حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة " أو بهذا المعنى .
فقد يكون بسبب الذنوب ، وقد يكون ابتلاءاً ، وقد يكون لأجل أن يرفع الله سبحانه وتعالى دراجته ومنزلته في الجنة لا ينالها إلا بهذه المصائب وهذه الذنوب .