أما المنهاج فهو سير الجماعة الذي تسير والذي نهجته بنفسها ، وأما العقيدة فعقيدة السلف رحمهم الله تعالى ، ويجب أن يكون منهجنا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهذه الجماعات التي لها مناهج ، كل منهج يخالف الأخرى وتدعي أنها الفرقة الناجية كما يقول الله : " كل حزب بما لديهم فرحون " ، وكما يقول الشاعر :
وكل يدعي وصلاً لليلى ********** وليلى لا تقر لهم بذاك
فهذه الجماعات فرقت شمل المسلمين ، وشتت شملهم أيضاً ، وأضعفت قواهم ، وأقرت أعين الشياطين ، وأعين أعداء الإسلام ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن بالتحريش " ، فهم يحارشون بين الجماعات ، والجماعات كل واحدة لا تعترف للأخرى بما لها ، وعلى كلٍ فيجب أن يكون المسلمون يداً واحدة .
يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " إن يد الله مع الجماعة " ، ولم يقل : يد الله مع الجماعات ، ومن هي الجماعة ؟ إنهم المتمسكون بكتاب الله ، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الذين ينهجون نهج السلف ، والذين يصدق عليهم قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيما رواه البخاري ومسلم عن معاوية والمغيرة بن شعبة والمعنى متقارب : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " .
ثم هذه الجماعات : جماعة الإخوان المفلسين ، وجماعة التبليغ ، وجماعة الجهاد ، نتحداهم أن يأتوا بعالم مبرز كثرت تآليفه مثل الشيخ الألباني أو الشيخ ابن باز أو غيرهما من العلماء ، لكن جماعات على جهل كما يقال : خراب في خراب في خراب .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيئ " ، وروى أبو داود في ( سننه ) من طريق محمد بن عمر بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة " .
وفي حديث معاوية أنه سئل عن الفرقة الناجية فقال : " هم الجماعة " أي جماعة المسلمين .
ما قال هم الجماعات ، فؤلاء الذين هم رؤساء الجماعات الحامل لهم مصالح دنيوية ومصالح ذاتية ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " .
انتهى بهذه الجماعات إلى أن ترئس عليها أناساً مذبذبين من أمثال : عباس مدني ، وراشد الغنوشي ، وأبو غدة لا بارك الله فيه ، والذي بارك الوحدة اليمنية مع الشيوعيين ، وهو مرشد الإخوان المسلمين ، والذي أعلنت عنه جريدة الغفلة التي تسمي نفسها بالصحوة ، وعندنا هنا ياسين بن عبدالعزيز في اليمن ، فأين موفقك وأين دراستك يا ياسين بن عبدالعزيز ، ويعجبني كلام الشيخ عمر بن أحمد سيف حفظه الله تعالى عند أن كان في الجوف جاء عبدالله البازلي يريد أن يعارضه - وعبدالله البازلي من الإخوان المسلمين - فقال له الشيخ عمر : اسكت يا ولد كم تحفظ حديثاً ، تحفظ أربعين حديثاً كلها ضعيفة ليس فيها إلا أربعة أحاديث صحيحة ، فبهت ذلك الشاب .
فجماعة التبيلغ وجماعة الإخوان المسلمين مفلسون ، وهكذا جبهة الإنقاذ يجب أن نكون صرحاء ، وقد زارني الإخوة الجزائريون إلى هنا وتمنوا أن يكون لهم مدرسو مثل هذه المدرسة وكنت وعدتهم بإرسال إخوان إلى هنالك ، وقد سمعت قي شريط أخينا علي بلحاج أن شخصاً ساعد جبهة الإنقاذ بثمانين مليون وتقدر يحوالي ثمانين ألف ريال يمني ، فهذه المساعدة لو جاءت لطلبة العلم وفتحت مدرسة لكان أفضل .
فأنصح طالب العلم أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما قال الإمام مالك : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما صلح أولها ، فإذا جاءك الحزبي يريد أن يجادلك فقل كما قال الإمام مالك عند أن جاءه مبتدع يجادله قال له : فإن غلبتني ؟ قال : اتبعتني ، قال : فإن جاء آخر وجادلني وغلبني ؟ قال : اتبعته ، فقال الإمام مالك : إذن يصير ديننا عرضة للتنقل ، اذهب إلى شاك مثلك فإني على ثبات من ديني .
وأنا قد طرتهم مراراً ويريدون أن يشغلوني بالمناظرة ، فأقول لهم : أنا على ثبات من ديني ، وقاصمة الظهر عند الحزبيين أن تقول لهم : نتحاكم إلى العلماء ، فعند أن قلت للإخوان المفلسين : نتحاكم إلى العلماء ، قال قائلهم وهو الشوكاني : لا ، لا نحكم العلماء ، وأخرجت شريطاً في هذا ، وضاقت بهم الأرض بما رحبت لأنهم صاروا بين أمرين : إما المجتمع يسخط عليهم لأنهم لا يحكمون العلماء ، وإما أن يحكموا العلماء في الديمقراطية وهم يرحبون بها ، وبالتعددية وهم يرحبون بها ، وبمجلس النواب الطاغوتي وهم واقعون فيه ، وبميثاق الشرف الذي هو ميثاق كفر ، وبالتنسيق مع البعثيين والناصريين .
وأنا أعجب وآسف كثيراً أن يأتيني سني لحيته تملأ صدره ويقول : يا أخي بأشرطتك هذه تقر أعين الشيوعيين ، يا مسكين يا أيها المغفل ماذا أبقة الإخوان المفلسون ، البعثية هي وليدة الشيوعية والناصرية ، جمال عبدالناصر هو متبني للأفكار الشيوعية ، والشيوعية لو اعترفت بالمعاهد لنسقوا معها فاربع على نفسك أيها السني ، ولا تأتيني وإلا أخرجتك من بيتي ، أنا آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " ، أنا أعمل شيئاً أجمع عليه المسلمين وهو الجرح والتعديل ، وأنا أحذر إخواني من الديمقراطية ومن التعددية ، وأقول لهم : لا تغتروا بالإخوان المفلسين ، ثم تأتيني يا أيها المفغل وتقول لي : ارفق بالإخوان المسلمين .
وهذه الجمعيات قد رأوا الناس يشمئزون من الحزبية فقالوا : نأتي لهم بحزب مغلف باسم الجمعية ، وأتا أتحداكم يا أهل جمعية الحكمة أن تنشروا ما تقولونه لي وهو : الانتخابات ، ليس عندنا انتخابات ، ولا عندنا تصويتات ، أتحداكم أن تنشروا هذا الكلام في مجلتكم المنتدى ستفصلون وتفصل جمعيتكم بعد يوم ، لأن الدولة تشترط على الجمعية الانتخابات .
والإخوان المفلسون يضحكون على لحانا ويقولون : سنعدل الأهداف ، ونحن نتوقع أن يعدلوا الأهداف ، فإذا هم يأتون بميثاق الشرف ، وهو ميثاق مع عشرة أحزاب أن لا يتكلم بعضهم في بعض ولا يكفر بعضهم بعضاً ، وبعض هذه الأحزاب كافرة ، ويأتون بالتنسيق مع البعثيين توطيداً للديمقراطية - هكذا نشر في جريدة الجماهير - ثم يضحكون علينا بقولهم : إننا سنعدل ، وأنتم أيضاً أتحداكم أن تقولوا : إننا لا تؤمن بقرارات الأمم المتحدة ، وأننا لا نحافظ على أهداف الثورة ، فستفصلون من حزب الإصلاح في اليوم الثاني .
فالحزبية مثل الحكومات ، فالحكومات مبينة على الكذب والخداع ، والحزبية مبنية على الكذب والطمع ، ويأتيني السني ويقول : لا تتكلم في الإخوان المسلمين ، أخشى أن أتكلم فيك أنت لأنك أعمى البصيرة والله المستعان .
----------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 432 إلى 435 )