جبهة الإنقاذ جبهة إسلامية قوية ليس لها نظير في العالم الإسلامي ، وكنا نسأل الله سبحانه وتعالى لها النجاح ثم هي على شيئ من البدعة ، وقلنا : عسى أن يغمر الدعوة وخير الدعوة الإسلامية الجزائر هذه البدع بجانب هذا الخير الكثير الذي سيحقق .
وأما علي بلحاج فقد سمعت له شريطاً وأعجبت به ، ومازلت إلى الآن وأنا أدعو الله سبحانة وتعالى أن يوفقه ، وأن يدفع عنا وعنه كل سوء ومكروه ، وأما عباس مدني فقلبي نافر عنه ، فقد اجتمع باليمنيين في منى ونصحهم أن يقحموا أنفسهم في الوظائف الحكومية ، والعمل الإسلامي من خلال العمل الحكومي لا يجدي ولا يثمر لأنه يكون مقيداً .
وأيضاً في قضية حرب الخليج فقد كنت أرسلت للأخوين علي بلحاج وعباس مدني برسالة فلم تصل ، كان هذا في الحرب الصدامية ، وما صدام عليه من الكفر .
وعباس مدني عند أن زار إيران يقول : إنها لا تصلح العالم إلا ثورة الخميني ، فينبغي أن يسار على ضوئها أو بهذا المعنى ، وأخطأ في هذا ، فالذي يصلح العالم هو كتاب الله ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
أما الخميني فقد تكلمنا عليه بحمد الله في كتابنا ( الإلحاد الخميني في أرض الحرمين ) وهو مطبوع منشور ، لكن هناك زيادات أتتنا بعد خروج الكتاب وهو أنه يقول : إن لأئمتنا منزلة لا ينالها نبير مرسل ولا ملك مقرب ، ذكر هذا في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) ، وذكر أيضاً : إن نصوص أئمتنا كالقرآن ، فالواحد من هذين الاثنين يوجب كفره .
وتكلم من إذاعة طهران ورد عليه ولم يرجع بقوله : إن الأنبياء وأئمة أهل البيت لم ينجحوا في مهمتهم والذي سينجح فيه مهمته هو المهدي ، أين أنت أيها الضليل من قول الله عز وجل : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ، ثم ننصح بقراءة كتاب ( وجاء دور المجوس ) ليعلم ما الخميني عليه من الضلال .
والجبهة مرتبطة رسيماً بالحكومة ، والحكومة لا تمكن الدعاة إلى الله مما يريدون وإن كان بحمد الله كانوا قد تغلبوا على المسئولين وأصبحوا يتكلمون بما يريدون ، ولكن امريكا ومن بعدها - للدعوات إلى الله - بالمرصاد ، نسأل الله أن يكون بالمرصاد لامريكا ومن سلك مسلكها ، وأن يدمرها كما دمر روسيا .
ونحن لا نريد جبهة الإنقاذ ولا نريد حزباً ولا نريد جمعية تكون وسيلة إلى الحزبية سواء أكان حزباً أم كانت جبهة إنقاذ ، أم كانت جمعية ، حتى ولو كانت مدرسة تحفيظ قرآن أو كانت معهداً وهو وسيلة إلى الدعوة إلى الحزبية فنحن لا نريد هذا : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير " ، " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ، نحن نقول هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينقذهم ، ونعلم الفرق الشاسع بينهم وبين الحكومة الظالمة التي زجت بهم في السجون ، فنسأل الله أن يجعل لهم فرجاً ومخرجاً وأن يدفع عنا وعنهم كل سوء ومكروه ، لكن هم على ما فيهم من الخير على شيء من البدع والتقليد لأعداء اللإسلام ، فالانتخابات تقليد لأعداء اللإسلام ، والتصويت والدخول في المجالس النيابية فكل هذا تقليد لأعداء الإسلام ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون " .
فهؤلاء الخمار ، والعربيد كصاحب الفضيلة ، والمرأة الفاسدة المفسدة كالرجل الخبير المحنك بالقيادة المسلم ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يفلح قوم ولو أمرهم امرأة " .
بل أقبح من هذا ، اليهودي والنصارني ، ربما تأتي الانتخابات وينتخب يهودي كما حصل في لبنان أن انتخب نصراني ، وهكذا في غيرها ، فأعداء الإسلام يعرفون أن الفسقة أكثر من الصالحين ، وأيضاً من الصالحين من يسيل لعابهم إلى الدولار الأمريكي فيصوت لمن أعطاه مالاً أكثر ، فالانتخابات والتصويتات طاغوتية ، وقد تكلمنا على هذا في ( المخرج من الفتنة ) .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : يقول الله سبحانه وتعالى : " يا آدم أخرج بعث النار فيقول : كم يا رب ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فذلك يوم يجعل الولدان شيباً " ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " ، ويقول أيضاً : " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " ، ويقول : " وقليل من عبادي الشكور " ، ويقول أيضاً : " وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " ما حكمه إلى الكثرة ، بل يقول الله عز وجل : " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " .
فالانتخابات والتصويتات طاغوتية وإن أفتاكم من أفتاكم ، فقد قرأت وتألمت من تلك الفتوى ففي شأن أنه يجوز الجزائرين ، فهل الله خص الجزائرين بشرع من بين الناس ، الانتخابات حرام إلا لكم يا أهل الجزائر ، ولا بأس يا أهل الجزائر أن تخرج المرأة متنقبة وتنتخب ، فكما يقولون : زلة عالم ، لا ينبغي أن يؤخذ بها .
--------------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 421 إلى 423 )