نرى بعض الناس لا يهتم بطلب العلم على أيدي العلماء ، ويعتكف على الكتب في بيته ، ويحتج بأن الشيخ الألباني حفظه الله تعالى استطاع أن يدرك العلم الذي لديه من خلال القراءة فقط ، وليس على أيدي العلماء ، فهل هذا الكلام صحيح ، وبماذا تنصحونه ؟
الذي ننصحه : إن استطاع أن يحضر إلى مجالس العلماء فرب جلسة تعدل قراءة شهر ، وإذا لم يستطع فليكون له مكتبة ، ويراسل أهل العلم ، ويستفتيهم ، والعمل بالوجادة جائز ، كيف ذاك ؟ إذا وجد كتاباً وتأكد أنه لفلان فلا بأس أن يقرأ منه ويستفيد ، أما كلام العلماء وعباراتهم فإنا ترتسم في ذهن الشخص ، ولا أزال أذكر بعض العبارات من الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي في الحرم المكي حفظه الله تعالى .
أما إذا لم يجد واستطاع أن يكون له مكتبة ويعتمد على الله سبحانه وتعالى ، ويحذر كل الحذر من الانزلاقات ومن الغرور ومخالفة العلماء المتقدمين ، فعليه أن يعرض أفكاره على أفكار علماء الأمة المتقدمين ، ولست أدعوه إلى تقليدهم فالتقليد حرام في الدين ، لكن يستضيء بأفهامهم ، فهذا أمر حسن وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى وهي تيسير الكتب فلعلها لم تتيسر لكثير من العلماء المتقدمين ، ولو كلف أحدنا أن ينقل ( فتح الباري ) نقلاً بيده لما استطاع .