لا ، ليس هناك دليل على هذا ، ولكنه من باب : " إن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء فتداووا " .
وشيخ الإسلام ابن تيمية له رسالة بعنوان : ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة ) .
وكانت هناك امرأة تصرع فأتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت : يا رسول الله ! إني أصرع فادع الله لي ، قال : " إن شئت صبرت ولك الجنة " ، قالت : يا رسول الله ! إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف ، فدعا الله لها ألا تتكشف ، والحديث في ( الصحيح ) .
فلا بد من خبير فهناك أناس عندهم خبرة ، مثل الأخ علي مشرف في المدينة ، وفي غيرها من مدن المملكة ، وهاهنا في اليمن الأخ عبدالقادر القدسي ، والأخ محمد الإمام .
وشيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيوعظ الجني وينصح بالخروج ، فإن أبى وإلا ضرب ضرباً غير مبرح ، فإن أبي ضرب ضرباً مبرحاً .
لكن ينبغي أن تتنبه تنبيهاً كلياً ، فمرض الصرع ينقسم إلى قسمين : إلى صرع جن ، وإلى مرض أعصاب ، فربما يكون مريضاً مرض أعصاب ، وأنت تأتي بعصاك وتضربه وتقول : اخرج يا خبيث ، وليس فيه جني ، حتى أن بعضهم ربما يقتله ، فقد سقى رجل امرأة ملحاً يقول : من أجل أن يعطش الجني الذي فيها ، وصارت تقول : اسقوني اسقوني اسقوني ، فلم يسقوها ، حتى توفيت وماتت .
وقد كان عندنا هاهنا شاب صغير من الحيمة فلا نراه إلا مجرحاً ورجلاه منتفختان ، فنقول للإخوان ما لكم ؟ قالوا : فيه جني ، نعم ربما يكون فيه جني ، لكن إذا لم يربط ربما يراكم تضربونه أول مره والثانية ، ويبقى الضرب على المريض المسكين .
فلا بد أن يتنبه .
وكما ذكرنا قصة صاحب العود أفادنا بها أبو حاتم حفظه الله تعالى ، فقد كان هناك رجل مريض وجيء بالمشعوذ فجعل يضربه ، والناس ممسكون به لا يستطيع أن يتصرف ويقول له : اخرج يا خبيث اخرج يا خبيث ، والمريض يقول : ليس في جن ، ما في إلا مرض ، قال : ابداً لا بد أن تخرج ، فيضطر المريض إلى أن يقول : سأخرج ولكن من أين أخرج ؟ قال له : اخرج من موضع كذا وكذا ، فيقول فيما بعد : والله لو أرى هذا الخبيث يعني المشعوذ يأتي إلى قريتنا لأقتله ، أي المشعوذ .
فلا بد أن يكون لدى الشخص خبرة بهذا الأمر ، وقراءة القرآن ، فقد أخبرت عن أخ سوداني يتصرف فيهم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، والمجادلة .
وشيخ الإسلام ابن تيمية دعي إلى مريض ، فضرب هذا المريض وقام المريض وشفي ، وقال الجني : سأخرج إكراماً للشيخ ، قال : لا ، اخرج طاعة لله ، ولا تقل : سأخرج إكراماً للشيخ ، فخرج الجني ، فقام المريض يلتفت ويقول : ما الذي جاء بالشيخ إلى هنا ؟ قال : أو ما سمعت الضرب الذي كان يضربك ؟ قال : الشيخ لا يضرب أحداً .
فلا بد أن تكون لدى الشخص خبرة ، وإلا فلا ينبغي أن يتعاطى هذا ، وأنا عازم إن شاء الله على إخراج شريط بعنوان ( رسالتي إلى الطبيب ) ، فكما أن هؤلاء الإخوة يضربون الشخص ويؤذونه فكذلك المتعلم يذهب ويدرس في روسيا ويرجع فلا يعرف إلا طبعاً ويعني ، ويأتي بالتجارب في أجسامنا ، فهناك يجربون في الفئران ، وفي الحشرات ، بل ربما يجرب بعضهم في نفسه ، وقد أخبرني الأخ أبو الوليد أن شخصاً أراد أن يجرب من أين يدخل على الشخص البرد الكثير ، فذهب ذات مرة وجلس بين الماء البارد والثلج ورجلاه مكشوفتان ، فما خرج إلا واللوزتان قد انتفختا وأصيب بالبرد ، وفي مرة ثانية ذهب وأخذ له على رجليه غطاء فصار يتمرغ بالماء فلم يصب بشيء ، فهم يجربون في أنفسهم وفي الحشرات وفي الدواب .
وقد أخبرني بعض الأخوة الذين يعملون في مستشفى الثورة يقول : قدمت امرأة بها أثاليل ، فجيء بالطبيب وقد درس في روسيا ، فقيل له : إنها تحتاج إلى كي فقط ، فقال : لا نحن درسنا أنها تقطع ، فقطع الأثلول ، - والظاهر أنه بعرق - فخرج الدم بكثرة حتى غشي على المرأة وغشي على مرافقها ، وكان لها مرافقون آخرون عند الباب فدفعوا الباب ودخلوا يضربون الطبيب حتى كاد أن يغشى عليه ، وفي اليوم الثاني يركب الطائرة ويرجع إلى روسيا ليدرس .
فلا بد أن يكون لدى الطبيب خبرة ومعرفة ، ولا يجعل أجسام الناس تجارب لهذا ، وأخبرني بحادثة أخرى وهي : أن امرأة قدمت وكان بطنها منتفخاً - فعادتهم أنهم يدخلون حديدة ويخرجون المياة الموجودة في بعض الأجزاء - فعندما قدمت المرأة قيل للطبيب : إنها حبلى ، قال : لا ، ولكن بطنها منتفخ ، فضربها بالحديد وخرق جبهة الجنين وماتت المرأة ومات ولدها .
--------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 64 إلى 66 )