إعفاء اللحية يعتبر واجباً ، وحلقها محرم ، وحالق اللحية يعتبر فاسقا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" احفوا الشوارب ، واعفوا اللحى " ، ويقول : " وفروا اللُحى " اللُحى بضم اللام وبكسرها يااخوان ، ويقول : " ارخوا اللحى " ، وكانت لحية رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تملأ صدره ، وقيل لبعض الصحابه بم تعرفون أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرأ ؟ ، قال : باضطراب لحيته .
والمسلم يكاد أن يذوب في هذا المجتمع ، فينبغي أن يحافظ على السنن فهي تعطي الرجل هيبة بإذن الله تعالى ، تعطيه هيبه إذا كان يكرم لحيته ، أي يتجنب مايدنسها ، ثم بعد ذلك ينبغي أن يتعاهدها بالمشط ، ويتعاهدها بشي من الطيب ، أو بشي من الدهن ، أو بشي من بعض الطيب ، يقولون ربما إذا وضع على الشعر يسرع بالشيب فلا باس ان يتعاهدها بشي من الدهن أو بشي من الطيب .
وحلق اللحية يعتبر تشبها بالنساء ، ويعتبر تشبها بالكفار ، والظاهر أن أول من سن هذه السنة السيئة للمسلمين هم الصوفيه كما في تلبيس إبليس ، ابتلى الله الإسلام بالصوفية ، وابتلى الله الاسلام بالشيعة والله المستعان .
الأخذ من طولها ومن عرضها لم يثبت ، اترك لحيتك ، واعفها كما أمرك رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وبعضهم يقول : هل وردت في القران ؟ نعم , هارون يقول : " قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي " , والأخذ من طولها أو من عرضها لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأما مارواه الترمذي من حديث - لا أذكر صحابيه - فإنه من طريق عمر بن هارون البلخي وشيخه فيه أسامه بن زيد الليثي ، عمر بن هارون البلخي يقول فيه يحيى بن معين : كذاب خبيث ، وأسامه بن زيد محتمل حديثه للتحسين ، فالحديث لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ومن عجيب أمر أصحاب الهوى من عجيب أمرهم يااخواننا أنهم يطعنون في حديث اللحية ، ويقولون : هي آحاد ويستدلون بهذا الحديث حديث الترمذي الذي من طريق عمر بن هارون البلخي ، وفي ذات مره علي الطنطاوي الفويسق ما يترك إلا جذوع لحيته ، ما اقتصر على نفسه بل ينشر في الجريده فرد عليه بعض إخواننا النجديين جزاه الله خيرا فأصبح أعجوبه حتى صاحب الجريده يمشي في السوق ويقول : علي الطنطاوي وحلق اللحية ، والناس يشترون من أجل حلق اللحية ، حالق اللحية يشتري يظن أنه سيجد فائدة من علي الطنطاوي والله المستعان يا إخواننا .
وأقبح مما عملَ الطنطاوي ما قاله شلتوت وغير واحد من المنهزمين أمام المستشرقين وقد رد عليه الشيخ محمود التويجري حفظه الله تعالى برساله صغيره , قال شلتوت : إننا لو لاحظنا المعنى لحلقنا لحانا لماذا ؟ قال لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " خالفوا اليهود " ، وقد وجدنا اليهود الآن يعفون لحاهم إذن فنحن نحلق لحانا , هذه وساوس شيطانية ، وهناك وسواس آخر ما هو يا إخوان ، وهو أن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " اعفوا اللحى " ويقول في اللغة : عفت الديار بمعنى أزيلت بمعنى أزيلوا اللحية , ويستدلون بها انظروا يارجال انظروا الوساوس الشيطانية كيف يزين لهم ، فيستدلون بهذا الحديث على حلق اللحية ولكن يتركون " وفروا اللحى " ويتركون " ارخوا اللحى " ، ويتركون ماكان عليه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فصاحب الهوى إخواني في الله يتشبث بشبهات أوهى من خيط العنكبوت .
بقي علينا ماذا ؟ أن بعض أهل اللحى يكون ربما يعفوا لحيته وهو خادع مخادع غشاش وهذا ليس الذنب ذنب اللحية الذنب ذنب ذلك المجرم ، وإلا فقد كان المشركون كانوا مشركين ويعفون لحاهم ، فليس الذنب ذنب اللحية .
وينبغي أن نكرم اللحية ، بقي علينا أن نعدل في القضية ، فرب شخص يحلق لحيتة وإيمانه ومحبته للدين أكثر من الذي يعفوا لحيته ، لكن هو فاسق ، أقصد من هذا الأمر ننصف إخواننا الذين يحلقون لحاهم هو فاسق وهو مرتكب لمنكر ، ومخالفة لسنه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وحسن معاملته الأخرى هي له ، ولسنا نخرجه من الدين ، لكنه عاص ويعتبر فاسقاً والله المستعان .
سأل سائل : إذا اعتقد ان اللحية تعتبر من القاذورات ؟
أجاب الشيخ : إذا اعتقد أن اللحية تعتبر من القاذورات مثل العانة والأبط فهو يعتبر كافراً مرتداً إذا ازرى بها يعتبر كافرا مرتدا .
نعم الطنطاوي زائغ ، وأكثر منه زيغ من هو ؟ محمد الغزالي قد رأيته يعاتب الشيخ ابن باز لماذا يقول : إنه ممكن أن يدخل الجني في الإنسي .
بعدها ينبغي ان يتنبه لكم ايها أيها الواعظون في ذات مره واعظ من الواعظين يقول : قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " احفوا الشوارب ، واعفوا عن اللحى " فأخ يقول : ماذا عملت اللحية ؟ اعفوا عن اللحى .
فينبغي أن يتنبه ويقال : " احفوا الشوارب ، واعفوا اللحى " أي : اتركوها والله المستعان حتى لا يصير من العفو .