ماحكم لبس البنطلون والصلاة فيه وهل يعتبر من التشبه بأعداء الإسلام ، كذلك كيف يستطيع المسلم أن يخرج من التشبه مع العلم أن بعض الأخوان يقولون إن ركوب السيارات من التشبه نرجو التفصيل ؟
أما مسألة البنطلون فهو يعتبر تشبها بأعداء الاسلام ، وفي مسند الامام أحمد : " ومن تشبه بقوم فهو منهم " ولم يكن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا الصحابة يلبسون البنطلون ، وأما الصلاة فهي تعتبر صحيحه ، ولبس البنطلون يعتبر مكروها في وقت الصلاة وفي غير وقت الصلاة , لسنا نقول إنه في وقت الصلاة يبطلها إلى غير ذلك بل هو مكروه في هذا وفي غيره ، وإني أنصح إخواني في الله بقراءة كتاب شيخ الاسلام ابن تيميه ( إقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) فان بعض الناس يظنون أن هذه أمور شخصية وأحوال شخصيه ، فله أن يلبس مايريد وله أن يحلق لحيته إلى غير ذلك , سمعنا هذا من بعض زملاءنا ونحن بالجامعة الإسلاميه سمعنا انهم يقولون هذه أحوال شخصيه فإذا قرأوا في كتاب شيخ الاسلام ابن تيميه ورأوا أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إنما يلبس الحرير من لاخلاق له " , ويقول أيضا في شأن الذهب : " إنه لباس أهل النار " أو بهذا المعنى .
ثم أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رأى رجلاً وقد وضع خاتما من ذهب في يده فنزعه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقال : " أيعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في إصبعه " فلما ولى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قيل له : خذ خاتمك قال : ماكنت لاخذه وقد طرحه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
ونحن لن نفلح حتى نفهم الإسلام كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم ، عند أن نزلت آية الحجاب خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان ، وهكذا عند أن نزلت آية تحريم الخمر عمد الصحابة إلى صب الخمر يبادرون في أسرع وقت حتى سالت أزقة المدينه ، يبادرون في أسرع وقت ، وتأكدوا تأكدوا أننا لن نفلح حتى نؤثر ماعند الله على زخارف هذه الدنيا والله المستعان .
أما ركوب السيارة فرب العز يقول في كتابه الكريم : " ويخلق مالا تعلمون " ، فالله سبحانه وتعالى خلق السيارة ، هدى ذلكم الصانع لصناعتها ، فليست داخله لأنه لم يرد دليل على تحريم ركوب السيارة ، والأصل هو الإباحه ، والممنوع هو التعبد بالشيء ، فمثلا مايقال لماذا تأكلون أنتم بالملعقه ، وإن كنت أنا وبحمد لله آكل بيدي ولا أحب الأكل بالملعقة ، لكنه جائز ، ولا يقال أيضا لم تركبون الطائرة ، ولم ترمون بالبندق ولما .... ، هكذا ماكان على عهد النبي إلا الرمح والسيف ، مايقال هذا لأن هذه أمور ليست بتعبديه مثل الموالد ، ومثل الإحتفال بليلة النصف من شعبان ، والإحتفال بليلة 27 من رجب ، فهذه الأمور ليست تعبديه ، فركوب السسياره هو لا بأس من النعم التي أنعم الله على عباده بها ، ومن أحب أن يمشي فهو أيضا المشي يعتبر صحة ، لكن لا نحرم على الناس شيئا احله الله لهم ، فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حَلاَلاً طَيِّبًا " ، ويقول سبحانه وتعالى : " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " .