إذا كان من بيت مال المسليمن فيجوز ؛ لأنه فرد من أفراد المسلمين ، وحكام المسلمين يصرفون أموال بيت المسلمين يصرفونها للمغنيين وللعب الكرة وللأناشيد إلى غير ذلك بل ربما أحدهم يرحل إلى الخارج وتكلف الرحلة الشيئ الكثير .
فإذا كان من بيت مال المسلمين فأنت فردٌ من أفراد المسلمين فلك حق سواء كان هذا أم غيره .
أما مسألة المؤذن فينبغي له أن يحتسب ولو أُعطي شيئاً من بيت مال المسلمين فلا بأس ولا يعتبه أجراً بل الأذان يعتبر من أفضل القربات الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لستهموا " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " اطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون " .
فأنا أنصح الأخوة الذين يعملون في هذه الأعمال أن يحتسبوا الأجر عند الله سبحانه وتعالى ، وإذا أتتهم مساعدة من بيت مال المسلمين أو مساعدة من فاعل خير فمن باب ما قاله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لعمر : " إذا أتاك شيئ من هذا المال فخذه فإن كنت محتاجاً إليه كله وإن شئت تصدق به " وإلا فبلال وابن أم مكتوم وأبو محذورة وغيرهم من مؤذني رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لم يكونوا يأخذوا أجراً وهكذا أيضاً تعليم القرآن وبقية القرب .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ " ، ويقول سبحانه وتعالى : " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ " ، ويقول : " مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ " ، ويقول حاكياً عن بعض أنبياءه : " إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى " .
فما أحسنها أن تؤدى الواجبات أو القربات لكنوها قربة ويبارك الله سبحانه وتعالى في العمل ، وما عليه أن يفتح له دكانا في جانب المسجد وإذا جاء وقت الأذان ذهب يؤذن ، وإن جاءه شيئ من بيت مال المسلمين أو من فاعل خير وهو محتاجٌ له فلا بأس بذلك والله المستعان .
وإن كان إن لم يعطَ لا يفعل فهو يعتبر مخطئاً ، إذا كان من المصلين أنفسهم فهذا لا يجوز إن لم تعطوني كذا وكذا لا أصلي بكم أو لا أأؤذن لكم وإن لم تعطوني على الولد أربعين ريالاً أو خمسين ريالاً في الشهر فلن أدرسه هذا لا يجوز والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في < سنن أبي داود > : " إنه سيأتي أقوام يتعجلونه ولا يتأجلونه " أي يتعجلون ثوابه في الدنيا ولا يتأجلونه في الآخرة ولا يدخرونه .