الحمد لله , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه ومن ولآه , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله , أما بعد :
الحديث الضعيف الذي يقولون : تلقته الأمة بالقبول ، من أهل العلم من يقول : يعمل به كشيخ الاسلام بن تيمية ، ومنهم من يقول : لا بد من السند وعلى هذا جرى البخاري ومسلم
في صحيحيهما , أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى يقول : في حديث أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما أرسل معاذاً إلى اليمن قال : بما تقضي فيهم ؟ قال : بكتاب الله ,
قال : فإن لم تجد ؟ قال : فبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - , قال : فإن لم تجد ، قال : أجتهد رأي ولا آلوا , هذا الحديث لما قيل لأبي محمد كما في < الإحكام في أصول الأحكام > إن الأمة قد تلقته بالقبول وإنه قد اشتهر , قال : نعم , تناقله الآخر عن الأول وهذا عن هذا فاشتهر عندكم ، والحديث كما يقول أبو محمد قد ذكره الجوزقاني في < الأباطيل > وأحسن من تكلم عليه في ما اطلعت إليه الشيخ الألباني في < السلسلة الضعيفة > فجزاه الله خيراً , وهكذا حديث : لا يمس القرآن إلا طاهر , وهو من صحيفة محمد بن عمرو بن حزم مرسلة لكنها قالوا : أشبت بالمتواتر لتلقي الناس لها بالقبول ، وهي مرسلة كما سمعتَّ ، وقد وصلها الحاكم في كتاب الزكاة ، ولكن انتقد عليه .
فلا بد من السند , وربَّ حديث يكون في غاية من الضعف كالحديث المتقدم السابق الذي ذكرنا وفي أيضاً متنه نكارة ، ومع هذا يقولون : أشبه المتواتر , فلا بد من وجود السند الذي يرتقي به إلى الحجية سواء أكان صحيحاً أم كان حسناً .
----------------
من شريط : ( الجواب الثري على اسئلة بيت الحيدري )