أنتم لا تعتبرون مسافرين ، وإن نقل هذا عن شيخ الإسلام ابن تيميّة ، وقاله بعض العلماء المعاصرين : أن من نزل بلداً وليس عازما على سكناها يعتبر مسافراً ، فالذّي يذهب إلى بلد وهو عازم أن يبقى فيها شهر فاكثر لا يسمّى مسافراً لا لغة ولا عرفا ولا شرعا ، ويلزمه أن يتمّ صلاته ، وتجب عليه الجمعة ، وإذا كان مسافراً في الطريق ، وهو في سفره فنعم إنّ الجمعة لا تجب عليه ، أمّا إذا كان نازلا فتجب .
ثم بعد ذلك أيشترط أن تكون الجمعة في مسجد أم لا يشترط ؟ لا يشترط فقد كان عبد الله بن عمر يفتي البدو الذّي على المياة بين المكّة والمدينة أن يصلّي جمعة ، والآية مطلقة : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ " [الجمعة :9] ، ولم يأتي من الادلّة ما يقيّدها بأنّها لا تصح إلّا في مسجد والله المستعان.