عن ابن عباس رضي الله عنه قال في معنى الحديث : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - المدينة جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بدون عذر شرعي لرفع الحرج عن أمته فهل هذا الحديث صحيح ، فإذا كان صحيحاً فلماذا العلماء ينهون ويحرمون الجمع بين الظهرين والعشاءين إذا كان الإنسان مشغولاً أو يريد أن يرتاح من التعب ؟
الحديث صحيح فهو في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر ثمانياً وسبعاً ، ومعنى ثمانياً وسبعاً الظهر والعصر فهي ثمان ركعات ، وسبعاً أي المغرب والعشاء ، ولكن أهل العلم منهم من قال : لم يعمل به أحد كالإمام الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه العلل الصغير فقال : إن هذا الحديث مهجور المعنى لم يعمل به أحد ، وذكر أيضاً حديث معاوية في شارب الخمر ، وإذا شرب الرابعة فاقتلوه ، والأولى أن يقال : إنه يعمل به في العمر مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو في حالات يحتاج الشخص إلى الجمع بين الصلاتين ، أما أن يتخذ عادة وديناً فهذا لم يثبت ، ولهم حديث آخر الظاهر أنه من حديث ابن عباس رواه الترمذي : من جمع بين صلاتين بغير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر ، وهذا الحديث ضعيف لأنه من طريق حنش الصنعاني وهو ضعيف .
والثابت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن جبريل نزل فصلى بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في السنن من حديث جابر صلى بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الظهر حين زالت الشمس ، والعصر حين صار مصير ظل الشيئ مثله ، والمغرب حين غربت الشمس ، والعشاء بعد ذهاب الشفق ، والفجر حين طلع الفجر ، ثم أناه في اليوم الثاني وصلى به الظهر حين صار مصير ظل الشيئ مثله ، والعصر حين صار مصير ظل الشيئ مثليه ، والمغرب في ذلك الوقت ، وفي حديث آخر قبل ذهاب الشفق ، والعشاء أخرها وأسفر بالفجر ، ثم قال : يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين ، هذا هو الوارد عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والمعروف من سيرته ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً " .
وإذا كان مشغولاً نادراً ، أما أن يكون كل يوم وهو مشغول فلا ، لا بد أن يصلي كل صلاة في وقتها ، ولكن لو كان في السنة أو السنتين أو في الشهر ، المهم تأتي بعض الأوقات أمور تكون ما يستطيع الشخص أن يتصرف معها .
أما الذين يجمعون الصلوات من أجل أنم يخزنوا لا يبالون بدينهم تجد دينه رقيقاً والله المستعان .