إذا لم يوجد مانع من خوف أو غير ذلك ، فالذّي ننصحهم به أن يجتمعوا جميعاً في مسجد واحد ، والمسجد الذي بني متأخّراً إذا كان لغير حاجة فهو يعتبر مسجد ضرار ، والأولى أن يصلّى في المسجد الأوّل ، والمسجد الثاني يبقى لمصلحة المسجد الأوّل .
إذا كان المسجد الأول ضيّقا؟
إذا كان المسجد الأول ضيّقا فليصلّى في الثّاني ، والمسجد الأوّل يبقى لمصلحة المسجد الثّاني حتّى لا يتعطّل لأنّه قد نوي به مسجداً ، فينبغي أن تبقى النّيّة على ما هي عليه وان يبقى لمصلحة المسجد الثّاني والله المستعان .
وإذا كان المسجدين ضيّقين ؟
إذا بنوا مسجداً واحدا فهذا الذي ينبغي سواءا في موضع المسجد الأوّل أم المسجد الثّاني ، ويوسع حتّى يسع الجميع لأنّه كلّما كثرت الجماعة كثر الأجر ، وهكذا أيضا كلّما بعد المسجد من البيت كثر الأجر ، فقد قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - لبني سلمة عندما أن أرادوا أن يتحوّلوا إلى قرب المسجد قال : " بني سلمة دياركم تكتب آثاركم ، دياركم تكتب آثاركم " ، وقد كان رجل بعيد من المسجد فقيل له لو تشتري حمارا حتى تأتي عليه إلى الصّلاة ، قال : ما يسرّني أنّ بيتي قرب المسجد فإنّي أحبّ أن يكتب لي ، فأخبر النّبيّ- صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- فقال : " إنّه قد كتب لك ذلك " ، وفي الحديث أيضا " إنّ أكثر الناس أجرا أبعدهم ممشى" .
فننصحهم ببناء مسجد في حدود ما يستطاع ، لا يشترط أن يكون المسجد ضخماً ، ولو كان المسجد من اللّبن أو من السّعف أو من الخشب وهكذا أيضا لو كان من صندقة او غير ذلك، التّكلّف في المساجد ممنوع ، والتّكلّف جعل النّاس يبتعدون عن بناء المساجد ، يبتعدون ويهابون بناء المساجد ومسجد النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم كان من اللّبن ، ومن الخشب النخل ،
فالحمد لله فالأمر ميسّر ويمكن أن يبنوا والحمد لله.