قال الحافظ الذهبي في «الميزان» والحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (ج6 ص75): المغيرة بن سعيد البجلي أبوعبدالله الكوفي الرافضي الكذاب. قال حماد بن عيسى الجهني: حدثني أبويعقوب الكوفي سمعت المغيرة بن سعيد يقول: سألت أبا جعفر: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت برسول الله خائفا، وأصبح الناس كلهم برسول الله آمنين.
حماد بن زيد، عن عون، قال: ثنا إبراهيم: إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبدالرحيم فإنهما كذابان. وروي عن الشعبي أنه قال للمغيرة: ما فعل حب علي؟ قال: في العظم والعصب والعروق.
شبابة حدثنا عبدالأعلى بن أبي المساور، سمعت المغيرة بن سعيد الكذاب يقول: ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾ علي، ﴿والإحسان﴾ فاطمة، ﴿وإيتاء ذي القربى﴾ الحسن والحسين، ﴿وينهى عن الفحشاء والمنكر﴾(1) قال: فلان أفحش الناس، والمنكر فلان.
وقال جرير بن عبدالحميد: كان المغيرة بن سعيد كذابا ساحرا. وقال الجوزجاني: قتل المغيرة على ادعاء النبوة، كان أسعر النيران بالكوفة على التمويه والشعبذة حتى أجابه خلق.
أبومعاوية عن الأعمش قال: جاءني المغيرة فلما صار على عتبة الباب وثب إلى البيت، فقلت: ما شأنك؟ فقال: إن حيطانكم هذه لخبيثة. ثم قال: طوبى لمن يروى من ماء الفرات. فقلت: ولنا شراب غيره؟ قال: إنه يلقى فيه المحايض والجيف. قلت: من أين تشرب؟ قال: من بئر. قال الأعمش: فقلت: والله لأسألنه، فقلت: كان علي يحيي الموتى؟ قال: أي والذي نفسي بيده، لو شاء أحيا عادا وثمود. قلت: من أين علمت ذلك؟ قال: أتيت بعض أهل البيت فسقاني شربة من ماء فما بقي شيء إلا وقد علمته. وكان من أحسن(2) الناس فخرج وهو يقول: كيف الطريق إلى بني حرام.
(أبومعاوية): أول من سمعته يتنقص أبا بكر وعمر المغيرة المصلوب.
(كثير النواء): سمعت أبا جعفر يقول: برئ الله ورسوله من المغيرة بن سعيد، وبيان بن سمعان فإنهما كذبا علينا أهل البيت.
(عبدالله) بن صالح العجلي، ثنا فضل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن. قال: دخلت على المغيرة بن سعيد وأنا شاب وكنت أشبه برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فذكر من قرابتي وشبهي وأمله في، ثم ذكر أبا بكر وعمر فلعنهما. فقلت: يا عدو الله أعندي؟! قال: فخنقته خنقا حتى أدلع لسانه.
(أبوعوانة) عن الأعمش قال: أتاني المغيرة ابن سعيد فذكر عليا وذكر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ففضله عليهم ثم قال: كان علي بالبصرة فأتاه أعمى فمسح علي على عينيه فأبصر ثم قال: أتحب أن ترى الكوفة؟ قال: نعم، فحملت الكوفة إليه حتى نظر إليها، ثم قال لها: ارجعي فرجعت. فقلت: سبحان الله سبحان الله، فتركني وقام.
(قال) ابن عدي: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من الزور عن علي وهو دائم الكذب على أهل البيت، ولا أعرف له حديثا مسندا. وقال ابن حزم: قالت فرقة غاوية بنبوة المغيرة بن سعيد مولى بجيلة، وكان لعنه الله يقول: إن معبوده على صورة رجل على رأسه تاج، وإن أعضاءه على عدد حروف الهجاء، وإنه لما أراد أن يخلق تكلم باسمه فطار، فوقع على تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد، فلما رأى المعاصي أرفض عرقا فاجتمع من عرقه بحران ملح وعذب، وخلق الكفار من البحر الملح تعالى الله عما يقول. وحاكي الكفر ليس بكافر، فإن الله تبارك وتعالى قص علينا في كتابه صريح كفر النصارى واليهود وفرعون وثمود وغيرهم.
قال أبوبكر بن عياش: رأيت خالد بن عبدالله القسري حين أتى بالمغيرة ابن سعيد وأتباعه فقتل منهم رجلا ثم قال للمغيرة: أحيه وكان يريهم أنه يحيي الموتى. فقال: والله ما أحيي الموتى. فأمر خالد بطن قصب فأضرم نارا ثم قال للمغيرة: اعتنقه. فأبى فعدا رجل من أصحابه فاعتنقه والنار تأكله. فقال خالد: هذا والله أحق منك بالرياسة. ثم قتله وقتل أصحابه.
قلت: وقتل في حدود العشرين ومائة. انتهى.
قال ابن جرير في حوادث سنة تسع عشرة ومائة: وفيها خرج المغيرة بن سعيد وسار في نفر فأخذهم خالد القسري. حدثنا ابن حميد(3) ثنا جرير، عن الأعمش سمعت المغيرة بن سعيد يقول: لو أردت أن أحيي عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا لأحييتهم. قال الأعمش: وكان المغيرة يخرج إلى المقبرة فيتكلم فيرى مثل الحري على القبور أو نحو هذا من الكلام، وذكر أبونعيم عن النضر ابن محمد، عن ابن أبي ليلى قال: قدم علينا رجل بصري لطلب العلم فكان عندنا، فأمرت خادمي أن يشتري لنا سمكا بدرهمين، ثم انطلقت أنا والبصري إلى المغيرة بن سعيد فقال لي: يا محمد أتحب أن أخبرك لم انصرف صاحبك؟! قلت: لا. قال: أفتحب أن أخبرك لم سماك أهلك محمدا؟ قلت: لا. قال: أما إنك قد بعثت خادمك ليشتري لك سمكا بدرهمين. قال أبونعيم: وكان المغيرة قد نظر في سحر. وروى الشيخ المفيد الرافضي من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، عن المغيرة بن سعيد، عن أبي ليلى النخعي، عن أبي الأسود الدؤلي، سمعت أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول: أيها الناس عليكم بعلي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي». اهـ
_______________________
(1) سورة النحل، الآية: 90.
(2) كذا في ?لسان الميزان? وأما في ?الميزان? وكان من ألحن الناس، فخرج وهو يقول: كيف الطريق إلى بنو حرام. وما في ?الميزان? هو الصواب.
(3) ابن حميد هو محمد بن حميدكذب.