قال البخاري -رحمه الله- (ج1 ص64): حدثنا أبواليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. قال: أخبرني أبوإدريس عائذالله بن عبدالله، أن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- وكان شهد بدرا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه»، فبايعناه على ذلك.
قال البخاري -رحمه الله- (ج6 ص117): حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية، عن نافع. قال: قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله، فسألنا نافعا: على أي شيء بايعهم؟ على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر.
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- قال: لما كان زمن الحرة أتاه آت. فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت. فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
قال مسلم -رحمه الله- (ج3 ص1483): حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث ابن سعد (ح) وحدثنا محمد بن رمح، أخبرنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة فبايعناه، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة، وقال: بايعناه على ألا نفر، ولم نبايعه على الموت.
وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن عيينة (ح) وحدثنا ابن نمير، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: لم نبايع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الموت، إنما بايعناه على ألا نفر. اهـ
قال الإمام مسلم -رحمه الله- (ج3 ص1485): وحدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا يزيد بن زريع، عن خالد، عن الحكم بن عبدالله بن الأعرج، عن معقل ابن يسار، قال: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة. قال: لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على ألا نفر.
قال البخاري -رحمه الله- (ج13 ص192): حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد. قال: أخبرني عبادة بن الوليد، أخبرني أبي، عن عبادة بن الصامت. قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.
حدثنا عمرو بن علي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا حميد، عن أنس -رضي الله عنه- قال خرج النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق. فقال:
«اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة»
فأجابوا: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا.
حدثنا عبدالله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن عبدالله بن دينار، عن عبدالله ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كنا إذا بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة يقول لنا: «فيما استطعتم».
حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، أخبرنا سيار، عن الشعبي، عن جرير بن عبدالله. قال: بايعت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة، فلقنني: «فيما استطعت، والنصح لكل مسلم».
حدثنا عبدالله بن مسلمة، حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد. قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم الحديبية؟ قال: على الموت.