في «القاموس» و«تاج العروس»: وتظاهروا عليه: تعاونوا ضده.
والظهير كأمير: المعين، الواحد والجمع في ذلك سواء، وإنما لم يجمع ظهير لأن فعيلا وفعولا قد يستوي فيهما المذكر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى: ﴿والملائكة بعد ذلك ظهير﴾(1).
قال ابن سيده: وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهم فريق.
وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: ﴿وكان الكافر على ربه ظهيرا﴾(2)، أي: مظاهرا لأعداء الله تعالى، كالظهرة بالضم، والظهرة بالكسر.
إلى أن قال: ويقال: هم في ظهرة واحدة، أي: يتظاهرون على الأعداء.
ويقال: جاءنا في ظهرته -بالضم، وبالكسر، وبالتحريك- وظاهرته أي: في عشيرته وقومه، وناهضته الذين يعينونه.
وظاهر عليه: أعان. واستظهره عليه: استعانه. واستظهر عليه به: استعان. اهـ المراد منهما.
وفي القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون﴾(3).
وقال تعالى: ﴿إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا﴾(4).
وقال تعالى: ﴿وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا﴾(5).
وقال تعالى: ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا﴾(6).
وقال تعالى: ﴿ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا﴾(7).
وقال سبحانه وتعالى: ﴿ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان﴾(8).
ولولا قوله تعالى: ﴿والملائكة بعد ذلك ظهير﴾، لقلنا: إن التظاهر بمعنى التعاون لأنه ما استعمل في القرآن إلا في التعاون على الظلم والباطل، والذي يظهر أنه في هذه الآية من باب المقابلة، كقوله تعالى: ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾(9). وقال تعالى: ﴿وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير﴾(10).
_______________________
(1) سورة التحريم، الآية: 14.
(2) سورة الفرقان، الآية: 55.
(3) سورة الممتحنة، الآية: 9.
(4) سورة التوبة، الآية: 4.
(5) سورة الأحزاب، الآية: 26.
(6) سورة الإسراء، الآية: 88.
(7) سورة الفرقان، الآية: 55.
(8) سورة البقرة، الآية: 85.
(9) سورة الشورى، الآية: 40.
(10) سورة التحريم، الآية: 14.
العناوين الفرعية | |
الألفاظ التي يهتفون بها: | مقاصد التظاهر في أرض الحرمين |
حرمة مكة | الذكر في الحج |
حجة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- | السكينة في الحج |
باب حرمة المدينة |