قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون﴾(1). قال الحافظ ابن كثير: وقوله: ﴿ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل﴾ أي: إنما حملهم على جحود الحق أنهم يقولون: ليس علينا في ديننا حرج في أكل أموال الأميين وهم العرب، فإن الله قد أحلها لنا. قال الله تعالى: ﴿ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون﴾ أي: وقد اختلقوا هذه المقالة وائتفكوها بهذه الضلالة، فإن الله حرم عليهم أكل الأموال إلا بحقها، وإنما هم قوم بهت. اهـ المراد من «تفسير الحافظ ابن كثير».
وأنت إذا نظرت في سيرة هؤلاء المخذولين وجدتهم يستحلون مال القبيلي بالرشوة وفي الحروز والعزائم، وربما بكتابة الزور، وقد كان المهدي صاحب «المواهب» يرى أن اليمن إقطاع له فيما يزعم، لأنه طهره من الأتراك وهم كفار، وقد أخبرت عن هاشمي كان حاكما في (الصفراء)(2) هو من بيت القاسم أنه كان يقول: مال القبيلي حلال. هكذا لا ورع ولا دين ولا خلق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
_______________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 75.
(2) إحدى مديريات محافظة صعدة باليمن.