مشابهتهم اليهود في التحريف

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون(1).

وقال سبحانه وتعالى: ﴿ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه(2).

وتحريف الرافضة للقرآن ليس له حصر، وأذكر ما تيسر: ﴿إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. قالوا: عائشة. (الجبت والطاغوت): أبوبكر وعمر. قرأت هذا في كتاب من كتب الإسماعيلية. قال الشوكاني في «الفوائد المجموعة»: (ص317) وفي تفسيرهم: ﴿مرج البحرين بعلي وفاطمة ﴿اللؤلؤ والمرجان الحسنان. اهـ

وقد ذكر الرافضي الأثيم عبد الحسين في كتابه «المراجعات المظلمة» شيئا من هذه التحريفات. فما أكثر جنايات الرافضة على شرع الله، وما أكثر خزعبلاتهم طهر الله بلاد المسلمين من تحريفاتهم الزائغة. آمين.

هذا، ومما ينبغي أن يعلم أن المشابهة لا تقتضي أن حكمهم حكم من شابهوه، ولكن تقتضي الذم إذا كانت مشابهة في الباطل، وربما وصل المتشبه إلى درجة المشتبه به، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم». هذا إذا كان يرى أن التشبه أحسن من الإسلام أو مماثل له. وإما إذا كان يتشبه بأعداء الإسلام وهو جاهل فهذا الفعل محرم، والله أعلم وإني أنصح بقراءة كتاب «اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

هذا، ومن ظن أننا تجاوزنا الحد فليسأل الخميني: أجعفري أنت؟ فإن قال: نعم. رجع إلى كتب الملل والنحل «كالفرق بين الفرق» و«الملل والنحل» للشهرستاني، ولينظر في عقيدة الجعفرية، ويسأله: أإمامي أنت؟ فإذا قال: نعم. رجع إلى كتب الملل والنحل حتى ينظر عقيدة الإمامية. ويسأله: أاثنا عشري أنت؟ فإن قال: نعم، فليرجع إلى عقيدة الاثني عشرية، وليسأله عن زنادقة تحت ستار التشيع مثل عبدالله بن سبأ، ونصير الدين الطوسي، بل يسأله عن أبي لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولعن قاتله، وليسأله عن كتبهم التي تقول إن قرآننا ناقص، أيعتقد أنها كتب إسلامية وليسأله ما عنى بقوله: إن لأئمتنا منزلة لا يبلغها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، ويطلب منه الجواب من إذاعة طهران باللغة العربية وباللغة الفارسية، فإنه سيبقى في حيرة، إن قال يستعمل تقيتهم التي هي النفاق فسيغضب عليه الروافض، وإن صرح بما عنده علمت عقيدته الخبيثة.

ولك حق أيها السني أن تسأل، فهذا الأعرابي يأتي رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيقول: يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك، فيقول له الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «سل عما بدا لك». رواه البخاري.

ولما كان القوم يطعنون في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بل يكفرونهم إلا النادر منهم، رأيت أن أعقد فصلا في فضل الصحابة رضوان الله عليهم لبيان منزلتهم الرفيعة عند الله، ومالهم من المواقف الحسنة، والصبر على الشدائد، والاستسلام لشرع الله رحمهم الله، وقد كنت كتبت في «إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن» كتابة أوسع من هذا، ولكني رأيت أن لا أخلي هذا الكتاب عن الدفاع عن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، إذ هم نقلة الدين وحملته، والطعن فيهم طعن في الدين، ومما ينبغي أن يعلم أن أحسن كتاب ألف في فضائل الصحابة -رضي الله عنهم- هو «الإصابة في معرفة الصحابة» للحافظ ابن حجر، وأما «حياة الصحابة» و«ذخائر العقبى في فضائل ذوى القربى» و«الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة» و«در السحابة في فضل القرابة والصحابة» و«رجال حول الرسول» فإنها جمعت الصحيح والضعيف والموضوع، والأحاديث الموضوعة في فضل الصحابة على العموم والتفصيل، وكذا في فضل أهل البيت ليس لها حد، لذلك رأيت إن مد الله في العمر أن أكتب في الصحيح المسند(3)، والله الموفق وإليه المرجع والمآب.

_______________________

(1) سورة البقرة، الآية: 75.

(2) سورة المائدة، الآية: 41.

(3) وبحمد الله قد قام بهذا أخونا مصطفى بن العدوي.


 الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
  • عنوان الكتاب: الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
  • تاريخ الإضافة: 13 رجب 1426هـ
  • الزيارات: 646610
  • التحميلات: 24950
  • تفاصيل : الطبعة الثانية- دار الآثار/صنعاء
  • تنزيل: اضغط هنا للتنزيل  zip

فهرس الكتاب

تفريع الفهرس | ضم الفهرس