قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص114): حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، حدثنا بهز بن أسد، حدثنا شعبة. قال: أخبرني هشام بن زيد. قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعها صبي لها فكلمها رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: «والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي» مرتين.
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص113): حدثنا أبومعمر، حدثنا عبدالوارث، حدثنا عبدالعزيز، عن أنس -رضي الله عنه- قال: رأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- النساء والصبيان مقبلين قال: -حسبت أنه قال من عرس- فقام النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ممثلا فقال: «اللهم أنتم من أحب الناس إلي» قالها ثلاث مرار.
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص118): حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا أبوإياس معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة».
وعن قتادة، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مثله، وقال: «فاغفر للأنصار».
حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن حميد الطويل، سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا
فأجابهم:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة
قال الإمام البخاري -رحمه الله- (ج7 ص110): حدثنا أبوالوليد، حدثنا شعبة، عن أبي التياح. قال: سمعت أنسا -رضي الله عنه- يقول: قالت الأنصار يوم فتح مكة -وأعطى قريشا-: والله إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم. فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فدعا الأنصار قال: فقال: «ما الذي بلغني عنكم»؟ وكانوا لا يكذبون. فقالوا: هو الذي بلغك. قال: «أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم».
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص113): حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن عبدالله بن عبدالله بن جبر، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار».
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج3 ص70): حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن أفلح الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «حب الأنصار إيمان، وبغضهم نفاق».
هذا حديث صحيح ورجاله رجال الصحيح، إلا أفلح مولى أبي أيوب، وقد وثقه ابن سعد.
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج1 ص309): حدثنا عبدالرحمن، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله، أو إلا أبغضه الله ورسوله».
الحديث أخرجه الترمذي (ج10 ص408) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قال الإمام مسلم بن الحجاج -رحمه الله- (ج1 ص86): حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب يعني ابن عبدالرحمن القاري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر».
وحدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبوبكر ابن أبي شيبة، حدثنا أبوأسامة، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر».
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج3 ص500): حدثنا أبواليمان. قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري. قال: أخبرني عبدالله بن كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خرج يوما عاصبا رأسه فقال في خطبته: «أما بعد: يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم تزيدون، وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج4 ص96): حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا يحيى بن سعيد، أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن ميناء أن يزيد ابن جارية الأنصاري أخبره أنه كان جالسا في نفر من الأنصار فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم فقالوا: كنا في حديث من حديث الأنصار فقال معاوية: ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «من أحب الأنصار، أحبه الله عز وجل، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله عز وجل».
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، إلا يزيد بن جارية، وقد قال الدارقطني: له صحبة، ووثقه النسائي بناء على أنه تابعي، والله أعلم.
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص112): حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أو قال أبوالقاسم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا، لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار» فقال أبوهريرة: ما ظلم بأبي وأمي، آووه ونصروه، أو كلمة أخرى.
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص113): حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا شعبة. قال: أخبرني عدي بن ثابت. قال: سمعت البراء -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. أو قال: قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله».
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص118): حدثني محمد بن عبيدالله، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل. قال: جاءنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتادنا(1). فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للمهاجرين والأنصار».
قال مسلم -رحمه الله- (ج2 ص738): حدثنا سريج بن يونس، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن عبدالله بن زيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لما فتح حنينا قسم الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم، فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس، فقام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ ومتفرقين فجمعكم الله بي»؟ ويقولون: الله ورسوله أمن. فقال: «ألا تجيبوني»؟ فقالوا: الله ورسوله أمن. فقال: «أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا، وكان من الأمر كذا وكذا» لأشياء عددها، زعم عمرو أن لا يحفظها. فقال: «ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والإبل، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم، الأنصار شعار، والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص121): حدثنا أحمد بن يعقوب، حدثنا ابن الغسيل، سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: خرج رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه، وعليه عصابة دسماء، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد: أيها الناس فإن الناس يكثرون، وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم».
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص527): حدثنا محمد بن عبيد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله».
هذا حديث حسن.
_______________________
(1) قال الحافظ: جمع كتد وهو ما بين الكاهل إلى الظهر.