قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا*? فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا﴾(1).
وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾(2).
قال البخاري -رحمه الله- (ج12 ص311): حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن هلال بن أسامة، أن أبا سلمة بن عبدالرحمن أخبره عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يدعو في الصلاة: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، وابعث عليهم سنين كسني يوسف».
وقال البخاري -رحمه الله- (ج2 ص492): حدثنا قتيبة، حدثنا مغيرة بن عبدالرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف». وأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله».
قال البخاري -رحمه الله- (ج8 ص430): حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب. قال: كنت قينا بمكة فعملت للعاص بن وائل السهمي سيفا، فجئت أتقاضاه فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. قلت: لا أكفر بمحمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى يميتك الله، ثم يحييك. قال: إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد، فأنزل الله: ﴿أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا﴾ قال: موثقا، لم يقل الأشجعي عن سفيان: سيفا ولا موثقا.
قال البخاري -رحمه الله- (ج7 ص176): حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس. قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحدا ارفض للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن يرفض.
وقال ص (178): حدثني محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، حدثنا إسماعيل، حدثنا قيس. قال: سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم: لو رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته، وما أسلم، ولو أن أحدا انقض لما صنعتم بعثمان لكان محقوقا أن ينقض.
قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج1 ص404): حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبدالله. قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأبوبكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبوبكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا، إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد.
سنده حسن.
_______________________
(1) سورة النساء، الآية: 98-99.
(2) سورة النساء، الآية: 75.