تقدمت أحاديث تدل على الشفاعة لأهل الكبائر منها: حديث أنس وهو الحديث الثاني: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله... إلى آخره» وهكذا الحديث الثالث، وكذا حديث ابن عباس وهو الحديث السادس ففيه: «أخرج من كان في قلبه كذا وكذا»، وحديث أنس وهو الحديث الثاني والثلاثون وفيه: «من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، قال: فأخرجهم» وكذا حديث سلمان رقم (35).
39- قال البخاري -رحمه الله- (ج1 ص193): حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله قال: حدثني سليمان(1) عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال: قيل: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه».
وأخرجه البخاري (ج11 ص418)، وأحمد (ج2 ص373)، والآجري في «الشريعة» ص(430).
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص307): ثنا هاشم(2) والخزاعي يعني أبا سلمة قالا: حدثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سالم بن أبي سالم عن معاوية بن مغيث الهذلي عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: سألت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ماذا رد إليك ربك في الشفاعة؟ فقال: «والذي نفس محمد بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي، لما رأيت من حرصك على العلم، والذي نفس محمد بيده ما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي، وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه».
الحديث أخرجه أحمد (ج2 ص518)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (ج4 ص111)، وابن حبان كما في «الموارد» ص(645)، والحاكم (ج1 ص70) وقال: صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي.
الحديث من طريق معاوية بن معتب أو مغيث وهو مستور الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.
هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث التي ليس فيها التصريح بالشفاعة لأهل الكبائر، فمن قال لا إله إلا الله يشمل أهل الكبائر وغيرهم ممن لا يشرك بالله شيئا.
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص454): ثنا حجاج(3) قال: أنا ابن جريج قال: حدثني العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب عن ابن دارة مولى عثمان قال: إنا لبالبقيع مع أبي هريرة إذ سمعناه يقول: أنا أعلم الناس بشفاعة محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم القيامة. قال: فتداك الناس عليه، فقالوا: إيه يرحمك الله؟ قال: يقول(4): «اللهم اغفر لكل عبد مسلم لقيك مؤمن بي لا يشرك بك».
الحديث أخرجه أيضا ص(499) وفي سنده ابن دارة، وترجمته في «تعجيل المنفعة» ص(349) وهو مستور الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.
40- قال البخاري -رحمه الله- (ج11 ص96): حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة».
الحديث أخرجه مالك في «الموطأ» ص(214)، وابن خزيمة ص(257) وأحمد (ج2 ص486).
* قال البخاري -رحمه الله- (ج13 ص446): حدثنا أبواليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني أبوسلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لكل نبي دعوة، فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه مسلم (ج1 ص188-189)، والدارمي (ج2 ص328)، وأحمد (ج2 ص381 و ص396)، والآجري في «الشريعة» ص(341).
* قال مسلم -رحمه الله- (ج1 ص189): وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد ابن جارية الثقفي أخبره أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار: إن نبي الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لكل نبي دعوة يدعوها فأنا أريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»، فقال كعب لأبي هريرة: أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ قال أبوهريرة: نعم.
الحديث أخرجه ابن خزيمة ص(285)، والدارمي (ج2 ص328)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص400)، والآجري في «الشريعة» ص(341).
* وقال مسلم -رحمه الله-: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وأبوكريب واللفظ لأبي كريب قالا: حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا».
الحديث أخرجه الترمذي (ج5 ص238) وابن ماجه (ج2 ص1440)، وأحمد (ج2 ص426)، وابن خزيمة ص(258) و ص(260)، والآجري في «الشريعة» ص(340).
* وقال مسلم -رحمه الله-: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة وهو ابن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها فيستجاب له فيؤتاها وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» ص(257).
* وقال مسلم -رحمه الله-: حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محمد وهو ابن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة دعا بها في أمته فاستجيب له، وإني أريد إن شاء الله أن أؤخر دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه أحمد (ج2 ص409)، ?وابن خزيمة ص(260، 261).
* وقال الإمام أحمد (ج2 ص312): حدثنا عبدالرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا به أبوهريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وذكر أحاديث، وفي ص(313): وقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة تستجاب له، وأريد إن شاء الله أن أؤخر دعوتي شفاعة لأمتي إلى يوم القيامة».
الحديث أخرجه ابن خزيمة ص(259)، وعبدالرزاق (ج11 ص413)، وقال الحافظ ابن كثير في «النهاية» (ج2 ص208): هذا إسناد على شرطهما ولم يخرجوه.
* قال الآجري في «الشريعة» ص(341): أخبرنا أبوجعفر محمد بن صالح بن ذريح(5) قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا عبدة يعني ابن سلمان عن محمد بن إسحاق عن موسى بن يسار(6) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة دعا بها، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
محمد بن إسحاق مدلس ولم يصرح بالتحديث، لكن الحديث في الشواهد والمتابعات فلا يضر.
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص275): ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن الزهري قال: أخبرني القاسم بن محمد قال: اجتمع أبوهريرة وكعب فجعل أبوهريرة يحدث كعبا عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وكعب يحدث أبا هريرة عن الكتب، قال أبوهريرة: قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث قال الحافظ ابن كثير في «التفسير» (ج4 ص15): رواه عبدالرزاق. وقال في «النهاية» (ج2ص207): تفرد به أحمد وإسناده صحيح على شرطهما ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
41- قال البخاري -رحمه الله- (ج11 ص96): وقال لي خليفة(7): قال معتمر: سمعت أبي عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لكل نبي سأل سؤلا -أو قال: - لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه مسلم (ج1 ص190)، وأحمد (ج3 ص219)، وابن خزيمة ص(260-261).
* قال مسلم -رحمه الله- (ج1 ص190): حدثني أبوغسان(8) المسمعي، ومحمد بن المثنى وابن بشار حدثانا -واللفظ لأبي غسان- قالوا: حدثنا معاذ (يعنون ابن هشام) قال: حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لكل نبي دعوة دعاها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه أحمد (ج3 ص92) وابن خزيمة ص(259، 261).
وأخرجه أحمد (ج3 ص134، 258) من حديث همام عن قتادة به.
وأخرجه ص(208، 276)، والآجري ص(343)، من حديث شعبة عن قتادة به.
وأخرجه أحمد (ج3 ص118)، وابن خزيمة ص(262)، وأبونعيم (ج7 ص259) من حديث مسعر عن قتادة به.
42- قال مسلم -رحمه الله- (ج1 ص190): وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا ابن جريج قال: أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته، وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه أحمد (ج3 ص84)، وابن خزيمة ص(260).
وأخرجه أحمد (ج3 ص396)، وابن خزيمة من حديث الحسن عن جابر، والحسن لم يسمع من جابر كما في «تهذيب التهذيب» عن علي بن المديني وبهز بن أسد وأبي حاتم.
43- قال ابن خزيمة -رحمه الله- ص(269): حدثنا محمد بن عمرو بن عثمان ابن أبي صفوان الثقفي قال: ثنا سليمان بن داود قال: ثنا علي بن البريد(9) قال: ثنا عبدالجبار بن العباس الشيباني(10) عن عون بن أبي جحيفة السوائي عن عبدالرحمن بن علقمة الثقفي عن عبدالرحمن بن أبي عقيل الثقفي قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في وفد ثقيف فعلقنا طريقا من طرق المدينة حتى أنخنا بالباب، وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل يولج عليه منه، فدخلنا وسلمنا وبايعنا فما خرجنا من عنده حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل خرجنا من عنده، فقلت له: يا رسول الله، ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان. فضحك وقال: «فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه الله دعوة، فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه فأهلكوا بها، وإن الله تعالى أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
الحديث أخرجه الحاكم (ج1 ص67-68)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص288)، وقال الحاكم: وقد احتج مسلم بعلي بن هاشم، وعبدالرحمن بن أبي عقيل صحابي قد احتج به أئمتنا في مسانيدهم، وأما عبدالجبار بن العباس فإنه ممن يجمع حديثه ويعد مسانيده في الكوفيين. اهـ
وقال الحافظ ابن كثير في «النهاية» (ج2 ص199): إسناد غريب قوي، وحديث غريب.
وقال الهيثمي في «المجمع» (ج10 ص371): رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات.
:قال أبوعبدالرحمن: الحديث في سنده عبدالجبار بن العباس وهو الشبامي، قال أبونعيم: لم يكن بالكوفة أكذب منه. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه وكان يتشيع. وقال أحمد بن حنبل: أرجو ألا يكون به بأس حدثنا عنه وكيع وأبونعيم، لكن كان يتشيع. وقال أبوحاتم: ثقة. وقال الجوزجاني: كان غاليا في سوء مذهبه، يعني في التشيع. اهـ
فالرجل تالف إذ جرج مفسرا، لكن الحديث له طريق أخرى.
قال البخاري في «التاريخ» (ج5 ص249): قال أحمد بن يونس: حدثنا زهير(11) حدثنا أبوخالد الأسدي(12) قال: ح(13) عون بن أبي جحيفة به.
الحديث في سنده أبوخالد الأسدي وهو صالح في الشواهد والمتابعات.
44- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص75): ثنا معمر بن سليمان الرقي أبوعبدالله ثنا زياد بن خيثمة عن علي بن النعمان بن قراد عن رجل عن عبدالله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى، أترونها للمتقين؟ لا ولكنها للمتلوثين الخطاؤون».
قال زياد: أما إنها لحن، ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا.
الحديث في سنده مبهم، لكن قال الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج4 ص448): رواه أحمد والطبراني واللفظ له وإسناده جيد. و قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج1 ص378): رواه أحمد والطبراني... ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد وهو ثقة.
:قال أبوعبدالرحمن: قد اعتمد هذان الحافظان على توثيق ابن حبان للنعمان بن قراد وهو مجهول، فقد ذكره ابن أبي حاتم (ج8 ص446) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه الحافظ راويـا سوى زياد بن خيثمة فهو مجهول العين، وأما ابن حبان فإنه يوثق المجهولين كما ذكره الحافظ في مقدمة «لسان الميزان».
45- قال ابن ماجة -رحمه الله- (ج2 ص1441): حدثنا إسماعيل بن أسد ثنا أبوبدر(14) ثنا زياد بن خيثمة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى، أترونها للمتقين؟ لا ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين».
قال المعلق في «الزوائد»: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج4 ص404): ثنا عفان ثنا حماد يعني ابن سلمة أنا عاصم(15) عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يحرسه أصحابه، فقمت ذات ليلة فلم أره في منامه، فأخذني ما قدم وما حدث، فذهبت أنظر فإذا أنا بمعاذ قد لقي الذي لقيت، فسمعنا صوتا مثل هزيز الرحا فوقفا على مكانهما، فجاء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من قبل الصوت فقال: «هل تدرون أين كنت؟ وفيم كنت؟ أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة». فقالا: يا رسول الله ادع الله عز وجل أن يجعلنا في شفاعتك. فقال: «أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي».
الحديث أعاده الإمام أحمد ص(415) فقال: ثنا حسن بن موسى يعني الأشيب، قال: ثنا سكين بن عبدالعزيز قال: أخبرنا يزيد الأعرج -قال عبدالله(16): يعني أظنه الشني- قال: ثنا حمزة بن علي بن مخفر(17) عن أبي بردة به.
وأخرجه الطبراني في «الصغير» (ج2 ص8) فقال: حدثنا محمد بن أحمد ابن هارون الحلبي المصيصي بالمصيصة حدثنا عبدالله بن محمد المسندي حدثنا سهل بن أسلم العدوي حدثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن أبي بردة به.
الحديث بأول سند رجاله رجال الصحيح.
46- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج6 ص28): ثنا بهز قال: ثنا أبوعوانة قال: ثنا قتادة عن أبي مليح(18) عن عوف بن مالك الأشجعي قال: عرس رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذات ليلة، فافترش كل رجل منا ذراع راحلته، قال: فانتهيت إلى بعض الليل، فإذا ناقة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليس قدامها أحد، قال: فانطلقت أطلب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فإذا معاذ بن جبل وعبدالله بن قيس قائمان، قلت: أين رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ قالا: ما ندري غير أنا سمعنا صوتا بأعلى الوادي. فإذا مثل هزيز الرحل قال: امكثوا يسيرا. ثم جاءنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: «إنه أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة» فقلنا: ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك. قال: «فإنكم من أهل شفاعتي» قال: فأقبلنا معانيق(19) إلى الناس فإذا هم قد فزعوا وفقدوا نبيهم، وقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إنه أتاني الليلة من ربي آت فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، وإني اخترت الشفاعة» قالوا: يا رسول الله ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك. قال: فلما أضبوا(20) عليه قال: «فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك بالله شيئا من أمتي».
الحديث رواه الترمذي (ج4 ص47)، والطيالسي (ج2 ص229)، وابن خزيمة ص(264، 265)، وابن حبان كما في «الموارد» ص(644، 645) والآجري في «الشريعة» ص(342)، والحاكم (ج1 ص67) وقال: حديث قتادة هذا صحيح على شرطهما ولم يخرجاه. وقال الهيثمي (ج10 ص370): رواه الطبراني بأسانيد وبعض رجالها ثقات.
* قال ابن ماجة -رحمه الله- (ج2 ص1444): حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا ابن جابر(21) قال: سمعت سليم بن عامر يقول: سمعت عوف بن مالك الأشجعي، يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أتدرون ما خيرني ربي الليلة» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة» قلنا: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها. قال: «هي لكل مسلم».
الحديث أخرجه الآجري في «الشريعة» ص(343)، والحاكم (ج1 ص14) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ورواته كلهم ثقات على شرطهما جميعا وليس له علة، وليس في أخبار(22) الشفاعة: «وهي لكل مسلم».
وأخرجه أيضا ص(66) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بسليم بن عامر، وأما سائر رواته فمتفق عليهم ولم يخرجاه.
:قال أبوعبدالرحمن: وقول الحاكم الأخير أنه على شرط مسلم أصح لأن سليم بن عامر من رجال مسلم وليس من رجال البخاري.
وأخرجه ابن خزيمة ص(263)، وقال ص(264): أخاف أن يكون قوله: (سمعت عوف بن مالك). وهما وأن بينهما معدي كرب فإن أحمد ابن عبدالرحمن بن وهب قال: ثنا حجاج بن رشدين قال: حدثنا معاوية وهو ابن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر عن معدي كرب عن عوف بن مالك. فذكر نحو الحديث السابق غير أنه قال: «إن ربي استشارني في أمتي فقال: أتحب أن أعطيك مسألتك اليوم أم أشفعك في أمتك. قال: فقلت: بل اجعلها شفاعة لأمتي» قال عوف: فقلنا: يا رسول الله اجعلنا في أول من تشفع له الشفاعة. قال: «بل أجعلها لكل مسلم».
:قال أبوعبدالرحمن: حجاج بن رشدين ترجمته في «الجرح والتعديل» (ج3 ص160)، ذكر من مشايخه معاوية بن صالح. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ الذهبي في «الميزان»: ضعفه ابن عدي.
وشيخ ابن خزيمة أحمد بن عبدالرحمن إلى الضعف أقرب فيما تفرد به عن عمه.
لكن المعتمد في انقطاع الحديث على ما في «تهذيب التهذيب» في ترجمة سليم بن عامر، وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: روى عن عوف بن مالك مرسلا ولم يلقه. اهـ وذكره العلائي في «جامع التحصيل» مقرا له، ثم رأيت ما يؤيد ما خافه ابن خزيمة -رحمه الله-، قال يعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص337): حدثنا الوحاظي(23) قال: حدثنا جابر بن غانم(24) عن سليم بن عامر عن معد يكرب بن عبدكلال عن عوف بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «أتاني جبريل، وإن ربي خيرني بين خصلتين: أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة لأمتي فاخترت الشفاعة».
وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (ج2 ص213) عن أبيه: لم يسمع سليم ابن عامر من عوف بن مالك شيئا بينه وبين عوف نفسان، فذكره.
* قال ابن خزيمة -رحمه الله- ص(267): حدثنا أبوبشر الواسطي(25) قال: ثنا خالد -يعني ابن عبدالله- عن خالد يعني الحذاء عن أبي قلابة عن عوف ابن مالك قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في بعض مغازيه، فانتهينا ذات ليلة فلم نر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في مكانه وإذا أصحابنا كأن على رؤوسهم الصخر، وإذا الإبل قد وضعت جرانها -يعني أذقانها- فإذا أنا بخيال فإذا هو أبوموسى الأشعري فتصدى لي وتصديت له، قال خالد: فحدثني حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن عوف بن مالك قال: سمعت خلف أبي موسى هزيزا كهزيز الرحل، فقلت: أين رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ قال: ورائي قد أقبل، فإذا أنا برسول الله، فقلت: يا رسول الله إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا كان بأرض العدو كان عليه جالسا(26). فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إنه أتاني آت من ربي آنفا فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة».
الحديث أخرجه عبدالرزاق (ج11 ص413) من طريق قتادة وأبي قلابة كلاهما عن عوف بن مالك، وابن حبان كما في «الموارد» ص(644)، والحاكم (ج1 ص67) وقال: هذا صحيح من حديث أبي قلابة على شرط الشيخين.
:قال أبوعبدالرحمن: ينظر أسمع قتادة وأبوقلابة من عوف بن مالك فإنهما مدلسان، وأبوقلابة يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم كما في «الميزان»، لكن الحديث من طريق خالد عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن عوف بن مالك به صحيح.
* قال الحاكم -رحمه الله- (ج1 ص67): وقد روي هذا الحديث عن أبي موسى الأشعري عن عوف بن مالك بإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه: حدثنا أبوعلي الحسين بن علي الحافظ أنبأ الحسين بن عبدالله بن يزيد القطان الرقي بالرقة، ثنا محمد بن عبدالرحمن بن حماد أبوبكر الواسطي ثنا خالد بن عبدالله بن خالد الواسطي عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن عوف بن مالك أنهم كانوا مع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في بعض مغازيه، قال عوف: فسمعت خلفي هزيزا كهزيز الرحا، فإذا أنا بالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فقلت: إن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا كان في أرض العدو كان عليه الحراس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أتاني آت من ربي يخيرني بين أن يدخل شطر أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة» فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله قد عرفت قوائي فاجعلني منهم. قال: «أنت منهم» قال عوف بن مالك: يا رسول الله قد عرفت أنا تركنا قومنا وأموالنا راغبا(27) لله ورسوله فاجعلنا منهم. قال: «أنت منهم» فانتهينا إلى القوم وقد ثاروا، فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «اقعدوا» فقعدوا كأنهم لم يقم أحد منهم، قال: «أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل شطر أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة» فقالوا: يا رسول الله اجعلنا منهم. فقال: «هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا».
سكت الذهبي عن قول الحاكم: أنه على شرط الشيخين. وفي السند من ينظر في حاله، وهو بسند ابن خزيمة المتقدم صحيح.
47- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج5 ص232): ثنا أسود بن عامر أخبرني أبوبكر بن عياش عن عاصم عن أبي بردة عن أبي مليح الهذلي عن معاذ بن جبل وعن أبي موسى قالا: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: إذا نزل منزلا كان الذي يليه المهاجرون، قال فنزلنا منزلا فقام(28) النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ونحن حوله، قال: فتعاررت من الليل أنا ومعاذ، فنظرنا(29)، قال: فخرجنا نطلبه إذ سمعنا هزيزا كهزيز الأرحاء إذ أقبل، فلما أقبل نظر قال: «ما شأنكم؟» قالوا: انتبهنا فلم نرك حيث كنت، خشينا أن يكون أصابك شيء جئنا نطلبك. قال: «أتاني آت في منامي فخيرني بين أن يدخل الجنة نصف أمتي أو شفاعة، فاخترت لهم الشفاعة» فقلنا: فإنا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لما أدخلتنا الجنة. قال: فاجتمع عليه الناس فقالوا له مثل مقالتنا، وكثر الناس، فقال: «إني أجعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا».
حدثنا روح حدثنا حماد يعني ابن سلمة ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي بردة عن أبي موسى(30) أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يحرسه أصحابه.
الحديث قال الهيثمي (ج10 ص368): رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفي رواية لأحمد... ورجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق وفيه ضعف، ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ بن جبل. اهـ
:قال أبوعبدالرحمن: الحديث من حديث معاذ، ومن حديث أبي موسى، فحديث معاذ منقطع وحديث أبي موسى متصل.
48- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج5 ص413): ثنا حسن بن موسى ثنا عبدالله بن لهيعة ثنا أبوقبيل(31) عن عبدالله(32) بن ناشر من بني سريع قال: سمعت أبا رهم(33) قاص أهل الشام يقول: سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خرج ذات يوم إليهم فقال لهم: «إن ربكم عز وجل خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب، وبين الخبيئة عنده لأمتي» فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله أيخبئ ذلك ربك عز وجل؟ فدخل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم خرج وهو يكبر فقال: «إن ربي عز وجل زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده».
قال أبورهم: يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فأكله الناس بأفواههم فقالوا: وما أنت وخبيئة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فقال أبوأيوب: دعوا الرجل عنكم، أخبركم عن خبيئة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما أظن بل كالمستيقن إن خبيئة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يقول: «رب من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخله الجنة».
الحديث أخرجه أبونعيم في الحلية (ج1 ص362)، وقال الهيثمي (ج1 ص375): رواه أحمد والطبراني وفيه عباد بن ناشزة(34) من بني سريع ولم أعرفه، وابن لهيعة ضعفه الجمهور.
:قال أبوعبدالرحمن: عبدالله بن ناشر قد روى عنه أبوقبيل كما هنا ويحيى ابن أبي عمرو السيباني(35) فهو مستور الحال يصلح في الشواهد والمتابعات، وكذا ابن لهيعة يصلح في الشواهد والمتابعات.
49- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص222): ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر ابن مضر عن ابن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى وانصرف إليهم فقال لهم: «لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر لملئ منه رعبا، وأحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي، قيل: لي سل فإن كل نبي قد سأل. فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله».
الحديث قال البيهقي (ج1 ص367): رواه أحمد ورجاله ثقات. وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج4 ص433): رواه أحمد بإسناد صحيح. وقال الحافظ ابن كثير في «التفسير» (ج2 ص255): إسناد جيد قوي ولم يخرجوه.
:قال أبوعبدالرحمن: هذا الحديث بهذا السند صحيح لغيره، فإن عمرو بن شعيب إذا صح السند إليه فحديثه حسن كما أفاده الحافظ الذهبي في «الميزان».
50- قال ابن حبان -رحمه الله- كما في «موارد الظمآن» ص(523): أنبأنا أبويعلى حدثنا هارون بن عبدالله الحمال حدثنا ابن أبي فديك عن عبيدالله ابن عبدالرحمن بن موهب عن عباس بن عبدالرحمن بن ميناء الأشجعي عن عوف بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «أعطيت أربعا لم يعطهن أحد كان قبلنا، وسألت ربي الخامسة فأعطانيها: كان النبي يبعث إلى قومه ولا يعدوها وبعثت إلى الناس، وأهيب منا عدونا مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض طهورا ومساجد، وأحل لنا الخمس ولم يحل لأحد كان قبلنا، وسألت ربي الخامسة سألته ألا يلقاه عبد من أمتي يوحده إلا أدخله الجنة فأعطانيها».
الحديث في سنده عبيدالله بن عبدالرحمن بن موهب، قال الحافظ في «التقريب»: ليس بالقوي. وفيه أيضا عباس بن عبدالرحمن بن ميناء وقد قال الحافظ في «التقريب»: مقبول. يعني إذا توبع وإلا فلين، وما أرى عباسا سمع من عوف بن مالك، فالحديث منقطع.
51- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج5 ص145): ثنا يعقوب(36) ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني سليمان الأعمش عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أوتيت خمسا لم يؤتهن نبي كان قبلي: نصرت بالرعب فيرعب مني العدو عن مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وبعثت إلى الأحمر والأسود، وقيل لي: سل تعطه. فاختبأتها شفاعة لأمتي وهي نائلة منكم إن شاء الله من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئا». قال الأعمش: فكان مجاهد يرى أن الأحمر الإنس، والأسود الجن.
الحديث أعاده أحمد ص(148)، وأخرجه أبوداود الطيالسي من طريق شعبة عن واصل عن مجاهد عن أبي ذر به، ومن طريق جرير(37) عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر به.
وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (ج5 ص455) من طريق أبي عوانة عن سليمان وهو الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر -رضي الله عنه- به، ومن طريق شعبة عن واصل الأحدب عن مجاهد عن أبي ذر به.
وأخرجه أبونعيم في «الحلية» (ج3 ص277)، وقال: متن هذا الحديث في خصائص النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثابت مشهور متفق عليه من حديث يزيد الفقير عن جابر بن عبدالله وغيره، وحديث عبيد بن عمير عن أبي ذر مختلف في سنده، فمنهم من يرويه عن الأعمش عن مجاهد عن أبي ذر، وتفرد جرير بإدخال عبيد بين مجاهد وأبي ذر عن الأعمش.
وأخرجه أبونعيم (ج5 ص117) عن مجاهد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.. وسقطت منه جملة: «وأعطيت الشفاعة».
فالحاصل أن الحديث قد جاء على ثلاثة أوجه: متصلا ومنقطعا ومرسلا، وأرجحها الوصل إذ قد وصله ابن إسحاق وجرير وأبوعوانة وزهير بن معاوية(38)، ولم يخالفهم من هو أرجح منهم، فالوصل زيادة يجب قبولها، وقول أبي نعيم -رحمه الله-: إنه تفرد جرير بإدخال عبيد بين مجاهد وأبي ذر. ليس بصحيح، فقد تابعه ابن إسحاق وأبوعوانة وزهير بن معاوية كما رأيت.
52- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج1 ص250): ثنا علي بن عاصم عن يزيد ابن أبي زياد عن مقسم ومجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، ولا أقوله فخرا: بعثت إلى كل أحمر وأسود فليس من أحمر ولا أسود يدخل في أمتي إلا كان منهم، وجعلت لي الأرض مسجدا» بقية الخمس كما في المسند (ج1 ص301): «ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي، فهي لمن لا يشرك بالله شيئا».
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (ج2 ص255): إسناد جيد ولم يخرجوه.
:قال أبوعبدالرحمن: الحديث في سنده يزيد بن أبي زياد وهو القرشي الهاشمي مولاهم وهو ضعيف، والظاهر أن الإمام البخاري أشار في «تاريخه» (ج5 ص455) إلى أن لهذا الحديث علة حيث ذكر أن من الرواة من يرويه عن مجاهد عن عبيد بن عمير، ومنهم من يرويه عن مجاهد عن أبي ذر، ومنهم من يرويه عن مجاهد عن ابن عباس، وقد تقدم أن أرجحها مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر، وهذه الرواية تعتبر منكرة لتفرد يزيد بن أبي زياد بذلك ومخالفته الثقات، والله أعلم.
53- قال البزار -رحمه الله- كما في «كشف الأستار» (ج1 ص157): حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن سلمة بن كهيل(39) ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي، بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب يرعب مني عدوي على مسيرة شهر، وأطعمت المغنم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي يوم القيامة».
قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد.
وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن مجاهد ومقسم عن ابن عباس.
قال الهيثمي (ج1 ص261): رواه البزار والطبراني، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن كهيل وهو ضعيف، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: في روايته عن أبيه بعض المناكير.
54- قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج4 ص416): ثنا حسين بن محمد(40) ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أعطيت خمسا: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي، ونصرت بالرعب شهرا، وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة وإني أخبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئا».
الحديث قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (ج1 ص411): تفرد به أحمد، وقال (ج2 ص255): وهذا إسناد صحيح ولم أرهم خرجوه.
:قال أبوعبدالرحمن: الحديث على شرط الشيخين.
55- قال الطبراني في «الأوسط» (ج8 رقم7435): حدثنا محمد بن أبان(41) قال: حدثنا إبراهيم بن سويد الجذوعي قال: حدثنا أبوعامر(42) بن مدرك قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود، وإنما كان النبي يبعث إلى قومه، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأطعمت المغنم ولم يطعمها(43) أحد كان قبلي، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وليس من نبي إلا وقد أعطي دعوة فتعجلها، وإني أخرت دعوتي شفاعة لأمتي، وهي بالغة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا».
لم يرو هذا الحديث عن فضيل إلا عامر بن مدرك. اهـ
قال الهيثمي في «المجمع»: رواه الطبراني في «الأوسط» وإسناده حسن. اهـ
عامر بن مدرك بن أبي الصفيراء لين الحديث، وعطية العوفي ضعيف ومدلس ولم يصرح بأن شيخه أبا سعيد هو الخدري، فالحديث ضعيف.
56- قال الترمذي -رحمه الله- (ج4 ص45): حدثنا العباس العنبري أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
وفي الباب عن جابر، وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
الحديث رواه ابن خزيمة ص(270)، وابن حبان كما في «الموارد» ص(645)، والحاكم (ج1 ص69) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجا حديث قتادة عن أنس بطوله، ومن توهم أن هذه لفظة من الحديث فقد وهم، فإن هذه الشفاعة فيها قمع المبتدعة المفرقة بين الشفاعة لأهل الصغائر والكبائر. اهـ
وقال العجلوني في «كشف الخفاء»: إن البيهقي قال: إن سنده صحيح. اهـ
وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (ج1 ص487): إسناده صحيح على شرط الشيخين. اهـ
:قال أبوعبدالرحمن: الحديث من رواية معمر عن ثابت، وفي «تهذيب التهذيب» عن ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف، وفيه أيضا قال يحيى: وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب كثير الأوهام.
وقال الحافظ في ترجمة (معمر) من «مقدمة الفتح» ص(444): قلت: أخرج البخاري من روايته عن الزهري وابن طاوس، إلى أن قال: ولم يخرج من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقا، ولا من روايته عن الأعمش شيئا، ولم يخرج له من رواية أهل البصرة شيئا إلا ما توبعوا عليه واحتج به الأئمة كلهم. اهـ
فعلى هذا فالحديث بهذا السند ضعيف، وليس على شرط الشيخين كما قال الحاكم وابن كثير.
ثم وجدت متابعا لمعمر عن ثابت، قال ابن خزيمة -رحمه الله- ص(271): حدثنا محمد بن رافع قال: ثنا سليمان بن داود الطيالسي عن الحكم بن خزرج. وثنا علي بن مسلم قال: ثنا أبوداود قال: ثنا الحكم بن خزرج قال: ثنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
الحديث أخرجه الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج2 ص56) ورجاله بهذا السند رجال الصحيح إلا الحكم بن خزرج وقد وثقه ابن معين كما في «الجرح والتعديل» (ج3 ص116).
ومتابعين آخرين أحدهما: الخزرج بن عثمان عند البزار كما في «النهاية» لابن كثير (ج2 ص186)، وقال الهيثمي (ج10 ص378): رواه البزار والطبراني في «الصغير» و«الأوسط»، وفيه الخزرج بن عثمان وقد وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد. اهـ
قلت: وفي «الميزان»: قال الدارقطني: يترك.
والثاني: محمد بن عبيدالله العصري كما في «تاريخ البخاري» (ج1 ص170)، وقد ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا(44).
* قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج3 ص213): ثنا سليمان بن حرب ثنا بسطام بن حريث عن أشعث الحداني(45) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
الحديث أخرجه أبوداود (ج5 ص106)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (ج2 ص126)، وابن خزيمة ص(271)، والآجري في «الشريعة» ص(338) وعنده سقط بين سليمان بن حرب وأشعث: بسطام بن حريث، والحاكم (ج1 ص69).
والحديث حسن بهذا الإسناد.
* قال ابن خزيمة -رحمه الله- ص(271): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا الخليل بن عمر.
وثنا يحيى بن السكن(46) قال: ثنا الخليل بن عمر قال: قال عمر الأبح(47) وهو عمر بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي» قال محمد بن يحيى(48): «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
الحديث أخرجه الحاكم (ج1 ص69)، وهو ضعيف بهذا الإسناد لأن عمر بن سعيد قال فيه أبوحاتم: ليس بقوي. كما في «الجرح والتعديل». وقال البخاري: منكر الحديث. كما في «الميزان».
* قال الإمام أبوبكر محمد بن الحسين الآجري -رحمه الله- في «الشريعة» ص(338): حدثنا أبوجعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إنما الشفاعة لأهل الكبائر».
وقال ص(339): أخبرنا أبوزكريا يحيى بن محمد الجبائي(49) قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا أبوأمية الحبطي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
الحديث في سنده يزيد وهو ابن أبان الرقاشي وقد تركه شعبة، وقال النسائي: إنه متروك، وقال أحمد: إنه منكر الحديث، وقال ابن معين في حديثه ضعف. اهـ مختصرا من «الميزان».
وفيه أيضا في السند الثاني أبوأمية الحبطي وهو أيوب بن خوط قال البخاري: تركه ابن المبارك وغيره، وروى عباس عن يحيى: لا يكتب حديثه، وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك، وقال الأزدي: كذاب. اهـ مختصرا من الميزان.
هذا وقد جاء الحديث من طريقين آخرين إلى أنس: أحدهما: من حديث عاصم الأحول عنه كما في «المعجم الصغير» للطبراني (ج1 ص160) والسند إليه صالح، إلا شيخ الطبراني خير بن عرفة فينظر في حاله.
والثاني: عن يزيد الرشـك عنه عند الطبراني في «الصغير» أيضا (ج2 ص119)، وفيها روح بن المسيب، قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وقال ابن معين: صويلح. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحل الرواية عنه. اهـ من «الميزان». وشيخ الطبراني مورع بن عبدالله، وشيخه الحسن بن عيسي ينظر في حالهما.
57- قال الحكيم الترمذي(50) في «نوادر الأصول» كما في «الحاوي للفتاوي» للسيوطي: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد حدثنا يعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها وهم في الباب الأول من جهنم، لا تسود وجوههم» الحديث.
هذا حديث باطل لأن في آخره توقيت عمر الدنيا(51)، وفي السند ليث ابن أبي سليم وهو مختلط، ومؤلف «النوادر» هو محمد بن علي، حافظ، كما في «تذكرة الحفاظ» للذهبي، وقد حمل عليه ابن العديم، وقال: إنه لم يكن من أهل الحديث، ولا رواية له، ولا علم له بطرقه وصناعته -إلى أن قال: - وملأ كتبه الفظيعة بالأحاديث الموضوعة، إلى آخر كلامه -رحمه الله-. وفي «أسنى المطالب» ص(269): وكذلك كتب الترمذي الحكيم فيها من جملة الموضوع، فلا يعتمد على ما انفرد به، قال ابن أبي جمرة وابن القيم: إن الترمذي الحكيم شحن كتبه من الموضوع. هذا وأما شيخ الترمذي وشيخ شيخه فلم أجد ترجمتهما.
58- قال الترمذي -رحمه الله- (ج4 ص45): حدثنا محمد بن بشار أخبرنا أبوداود الطيالسي عن محمد بن ثابت البناني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» قال محمد بن علي: فقال لي جابر: يا محمد من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة.
هذا حديث غريب من هذا الوجه.
الحديث أخرجه ابن خزيمة ص(271)، وأبوداود الطيالسي (ج2 ص228) من «ترتيب المسند»، والآجري في «الشريعة» ص(338)، والحاكم (ج1 ص69)، وأبونعيم في «الحلية» (ج3 ص201) وقال: هذا حديث غريب من حديث جعفر ومحمد بن ثابت لم يروه عنه إلا أبوداود، رواه عن أبي داود عمرو بن علي والمتقدمون من طبقته.
:قال أبوعبدالرحمن: الحديث في سنده محمد بن ثابت البناني، وقد قال البخاري: فيه نظر. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف. اهـ من الميزان.
* قال ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- ص(271): حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير وهو ابن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج2 ص1441): قال حدثني عبدالرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد به.
وأخرجه الحاكم (ج1 ص69) وقال: وله شاهد على شرط مسلم ثم ذكر الحديث، وقال: قد احتجا جميعا بزهير بن محمد العنبري.
أخرجه أيضا (ج2 ص382) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأشار الذهبي إلى أنه على شرط مسلم، وهو كما قال الذهبي فإن جعفر بن محمد ليس من رجال البخاري، وقد قال الحاكم (ج1 ص69) إنه على شرط مسلم.
والحديث في سنده زهير بن محمد، والراوي له عند ابن خزيمة والحاكم (ج1 ص69) عمرو بن أبي سلمة، وقد قال الإمام أحمد: إن روايته عن زهير بواطيل. كما في «مقدمة الفتح» ص(43). والراوي له عن زهير عند ابن ماجة والحاكم (ج2 ص382) الوليد بن مسلم، والوليد شامي، ورواية الشاميين عن زهير ضعيفة كما في «تهذيب التهذيب»، فالحديث ضعيف بهذا السند، لكنه يصلح في الشواهد والمتابعات.
59- قال البزار -رحمه الله- كما في «تفسير ابن كثير» (ج1 ص511): حدثنا محمد بن عبدالرحمن(52) ثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا حرب بن سريج عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقرأ 2إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ وقال: «أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة».
قال الهيثمي (ج7 ص5): رواه أبويعلى ورجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو ثقة. اهـ. كذا أطلق الهيثمي -رحمه الله- توثيق حرب، وفي «الميزان»: وثقه ابن معين ولينه غيره، قال ابن حبان: يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد. وقال البخاري: روى عنه ابن المبارك، فيه نظر. ثم ذكر له الذهبي هذا الحديث.
* قال الخطيب -رحمه الله- في «التاريخ» (ج8 ص11): قرأت في كتاب علي بن محمد النعيمي بخطه: حدثني القاضي أبوعبدالله الحسين بن أحمد بن سلمة الأسدي المالكي ببغداد حدثنا أبوالحسين أحمد بن عبدالله بن محمد الزيني البصري -بجيلان من كورة اسفيجاب- حدثنا الصديق بن سعيد الصوناخي -بصوناخ من كورة اسفيجاب- حدثنا محمد بن نصر المروزي المقيم بسمرقند عن يحيى بن يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي».
في «فيض القدير»: قال الترمذي في «العلل»: سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه. وفي «الميزان»: رواه عن صديق من يجهل حاله أحمد بن عبدالله الزيني فما أدري من وضعه. وأعاده في محل آخر وقال: هذا خبر منكر. اهـ
60- قال الإمام محمد بن الحسين الآجري -رحمه الله- ص(338): وحدثنا أبوالعباس حامد بن شعيب البلخي(53) قال: حدثنا محمد بن بكار(54) قال: حدثنا عنبسة بن عبدالواحد القرشي(55) عن واصل(56) عن أبي عبدالرحمن(57) عن الشعبي عن كعب بن عجرة قال: قلت: يا رسول الله الشفاعة؟ فقال: «الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي».
الحديث رواه الخطيب (ج3 ص40) وقال: قال علي بن عمر: هذا حديث غريب من حديث الشعبي عن كعب بن عجرة تفرد به أمي بن ربيعة الصيرفي عنه، وتفرد به واصل بن حيان عن أمي، ولا يعلم حدث به عنه غير عنبسة بن عبدالواحد. اهـ
:قال أبوعبدالرحمن: رجال الإسناد معروفون، وقد اختلف في واصل أهو ابن حيان أم هو واصل مولى أبي عيينة، وكلاهما محتج به فلا يضر هذا الاختلاف، والله أعلم.
61- قال أبوالقاسم الطبراني -رحمه الله- في «المعجم الكبير» (ج11 ص189): حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح وعبدالرحمن بن معاوية العتبي قالا: ثنا أبوالطاهر بن السرح قال ثنا موسى بن عبدالرحمن الصنعاني حدثني ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال ذات يوم: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» قال ابن عباس: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد.
الحديث في سنده موسى بن عبدالرحمن الصنعاني قال الحافظ الذهبي في «الميزان»: معروف ليس بثقة، فإن ابن حبان قال فيه: دجال وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير، ثم ذكر الذهبي أن ابن عدي ذكر
فهرس الكتاب |
|
|