77- قال الحافظ أبوبكر بن أبي الدنيا في «كتاب الأهوال» كما في «النهاية» لابن كثير (ج2 ص181): وثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة حدثني محمد ابن سلمة عن أبي عبدالرحيم(1) حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن عبدالله بن الحارث عن أبي هريرة وذكر حديثا عن أبي هريرة، ثم قال زيد بن أبي أنيسة كما في ص(182): ثم قال المنهال: حدثني عبدالله بن الحارث أيضا أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «أمر بقوم من أمتي قد أمر بهم إلى النار، قال: فيقولون: يا محمد ننشدك الشفاعة، قال: فآمر الملائكة أن يقفوا بهم، قال: فأنطلق وأستاذن على الرب عز وجل فيأذن لي فأسجد وأقول: يا رب قوم من أمتي قد أمر بهم إلى النار. قال: فيقول لي: انطلق فأخرج منهم. قال: فأنطلق وأخرج منهم من شاء الله أن أخرج، ثم ينادي الباقون: يا محمد ننشدك الشفاعة فأرجع إلى الرب فأستأذن. فيؤذن لي فأسجد، فيقال لي: ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع. فأثني على الله بثناء لم يثن عليه أحد، أقول: ثم قوم من أمتي قد أمر بهم إلى النار. فيقول: انطلق فأخرج منهم. قال: فأقول: يا رب أخرج منهم من قال: لا إله إلا الله، ومن كان في قلبه حبة من إيمان؟ قال: فيقول: يا محمد ليست تلك لك، تلك لي. قال: فأنطلق وأخرج من شاء الله أن أخرج، قال: ويبقى قوم فيدخلون النار فيعيرهم أهل النار، فيقولون: أنتم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به أدخلكم النار، قال: فيحزنون لذلك، قال: فيبعث الله ملكا بكف من ماء فينضح بها في النار، ويغبطهم أهل النار، ثم يخرجون ويدخلون الجنة فيقال: انطلقوا فتضيفوا الناس. فلو أنهم جميعهم نزلوا برجل واحد كان لهم عنده سعة ويسمون المحررين».
قال الحافظ ابن كثير: وهذا يقتضي تعداد هذه الشفاعة فيمن أمر بهم إلى النار ثلاث مرات ألا يدخلوها، ويكون معنى قوله: «أخرج» أي أنقذ، بدليل قوله بعد ذلك: «ويبقى قوم فيدخلون النار»، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. اهـ
الحديث رجاله رجال الصحيح إلا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة وقد وثقه الدارقطني، وقال الجعابي: يحدث عن ابن سلمة بعجائب. كما في «التهذيب» و«الميزان»، ويخشى أيضا من إرساله، فيحتمل أن يكون عبدالله ابن الحارث سمعه من أبي هريرة، ويحتمل أن يكون أرسله، والله أعلم.
78- قال أبونعيم -رحمه الله- في «الحلية» (ج4 ص108): حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ثنا أبوحفص أحمد بن محمد بن عمر بن حفص الأوصابي ثنا أبي ثنا ابن حمير ثنا الثوري ثنا الأعمش عن شقيق عن عبدالله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله﴾ قال: «أجورهم: يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله: الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا».
غريب من حديث الأعمش، عزيز عجيب من حديث الثوري، تفرد به إسماعيل بن عبيد الكندي عن الأعمش، وعن إسماعيل بقية بن الوليد وحديث الثوري لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ.
أما رجال الإسناد: فمحمد بن المظفر: حافظ كما وصفه أبونعيم، وله ترجمة في «تذكرة الحفاظ» (ج2 ص980)، وفي «تاريخ بغداد» (ج3 ص262).
وأحمد بن محمد: لم أقف على ترجمته، وقوله: ثنا أبي، الظاهر أنه يعني جده، فقد ذكر الحافظ في «تهذيب التهذيب» في ترجمة عمر بن حفص أنه روى عن محمد بن حمير.
وعمر: مستور الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.
وبقية رجال الإسناد من محمد بن حمير إلى عبدالله وهو ابن مسعود -رضي الله عنه- رجال الصحيح.
وسيأتي قول الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: وهذا إسناد لا يثبت. وسيأتي هذا الحديث برقم (212).
_______________________
(1) هو خالد بن أبي يزيد الحراني كما في «التقريب».
فهرس الكتاب |
|
|