الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:
فمسئولية عظيمة على هذه الأمة رجالا ونساء، ومسئولية الرجال أعظم، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون﴾(1)، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى﴾(2).
وفي «الصحيحين» من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته».
وفي «الصحيحين» من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة».
وكذا قوله سبحانه وتعالى: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾(3).
وهناك أدلة خاصة بالرجل في أهله ففي «الصحيحين» عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج».
ووصية النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمته بالنساء دليل على أنهن يحتجن إلى رعاية، وأنهن يحتجن إلى محافظة عليهن.
ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا﴾(4).
فالرجل له القيومية على امرأته وعلى النساء اللاتي استرعاه الله عليهن. والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول ذات ليلة: «ماذا أنزل من الفتن كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة، أيقظوا صواحب الحجر»، أي يقمن ويصلين. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في شأن النساء: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان».
فقد جعل الله للرجل مرتبة، وأمر المرأة أن تطيعه، ففي «الصحيحين» عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح» وفي رواية لمسلم: «إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها».
يقول الصنعاني -رحمه الله- في «سبل السلام»: يجب على الرجل أن يشكر الله عز وجل الذي يغضب لغضبه.
ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض﴾(5).
فللرجل مزية وفضيلة على المرأة، لأنها ناقصة عقل ودين كما جاء في «الصحيح» أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال في شأن النساء: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل»؟ قلن: بلى قال: «فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم»؟ قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان دينها».
فقد جعل الله لها حصانة، وجعلك أيها الرجل تأتي بما تحتاج إليه المرأة، والمرأة تعتبر سيدة البيت إذا صبرت، فهي التي تتولى شئون البيت من نفقة وغيرها إذا كانت امرأة صالحة وليست بسفيهة.
وهي مسئولة أمام الله عز وجل عن هذا الدين، ولو كان زوجها لا يبالي بها أو كان يدفعها إلى الباطل يجب ألا تطيعه «إنما الطاعة في المعروف».
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾(6)، ويقول: ﴿يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه﴾(7).
فزوجك أيتها المرأة لن يغني عنك من الله شيئا إن أطعته في الباطل بل سيتبرأ منك ويفر منك، ورب امرأة صالحة تكون خيرا من بعض الرجال وقد قرن الله الرجال والنساء في غير ما آية: ﴿والصادقين والصادقات﴾(8)، وقال: ﴿فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾(9).
ومستوى المرأة في المجتمع الإسلامي هابط حتى المتخرجات من الجامعات مستواهن الديني هابط، فمن النساء من إذا ظلمها زوجها تنظر إلى السماء وتظن أن السماء هي الله سبحانه وتعالى وتقول: أنظر إلى الله ما أوسعه!!.
فهذه المرأة المسكينة محتاجة إلى تعليم، لا أن نزج بها إلى الاختلاط والتبرج وقلة الحياء، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه».
وأعظم وصية هي أن تفقهها في دين الله، فقد كانت أم سليم تسأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: يارسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟.
وأخرى تسأل عن الحيض: قال: «خذي ماءك وسدرك ثم اغتسلي وأنقي، ثم صبي على رأسك حتى تبلغي شؤون الرأس، ثم خذي فرصة ممسكة» قالت: كيف أصنع بها يا رسول الله؟ فسكت، قالت: فكيف أصنع بها يا رسول الله؟ فسكت، فقالت عائشة: خذي فرصة ممسكة فتتبعي بها آثار الدم، ورسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يسمع فما أنكر عليها. وربما استشار النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أم سلمة وهي المرأة الفاضلة العاقلة.
فالمسئولية عظيمة على المسلمين نحو نسائهم كما جاء في الحديث: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت».
﴿أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين﴾(10). ودين المرأة وعقلها وبنيتها لا يؤهلها لهذه الأمور التي يزجون بها فيها، وكما قال بعضهم في المرأة: نصرها بكاء -فإذا اعتدي على أهلها أو على من تحبه تكبي- وبرها سرقة -فهي تريد أن تبر أهلها فتسرق من مال زوجها-.
فالمرأة ضعيفة يجب أن ينظر إلى حالتها، فإذا كانت وزيرة وتغيبت وقيل: أين الوزيرة؟ قالوا: وضعت. أو أين المستشارة قالوا: جاءتها العادة الشهرية. وهن تتغير أحوالهن مع العادة الشهرية فتحتاج إلى أن تستريح في البيت.
وعند أن نزلت مصر رأيت النساء تذهب من الصباح وشنطتها في يدها إلى بعد الظهر بساعتين، فإن كانت مدرسة فإنها لا ترجع إلى البيت إلا وقد كرهت نفسها، وإن كانت موظفة فأقبح من ذلك يختلي بها المدير والسكرتير إلى غير ذلك.
الله عز وجل أكرم المرأة وحافظ على عفتها وكرامتها: ﴿ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين﴾(11)، ﴿وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن﴾(12).
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه».
والمرأة تذهب إلى الانتخابات ويمسك الموظف بيدها ويقبض على أصبعها حتى يضعها في الحبر حتى تعرف أنها قد انتخبت فلا تنتخب مرة أخرى.
فعلى المرأة أن تقوم بتربية أبنائها تربية إسلامية وجزاها الله خيرا على هذه الخدمة التي تقدمها للإسلام، ولكن أبوا إلا أن يزجوا بها ويشغلوها عما أراد الله منها.
يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»، ولا يفهم من هذا أنني أبيح الانتخابات للرجال فلسنا نقرها وقد سبق الكلام عليها، لكن الانتخابات للنساء أقبح وأقبح.
فالمرأة ربما تختار شخصا يكون صاحب عضلات وهو شيوعي أو بعثي ثم تقول هذه المرأة: هذا هو الذي يمثل الأمة، والقانون لا يمنع من هذا بل يبيح لها ذلك.
يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».
اللهم عليك بأمريكا التي أرادت أن تفسد نساءنا بعد أن أفسدت كثيرا من رجالنا فهي التي فرضت علينا الطاغوت وهي الانتخابات، وأقبح من هذا من يدافع عن الضلال والكفر ويقال: إنه واجب.
فأقول: لا كتاب ولا سنة ولا شيمة ولا قبيلة، أن تخرج المرأة تنتخب، ثم يأتي من يدافع عنها ويقول: إنها مثل الحج، فيا أيها المسكين الحج أوجبه الله عز وجل وأنت أوجبت الديمقراطية الطاغوتية والتي هي زحزحة الإسلام والعقيدة الإسلامية.
فأقول: كفرنا بالديمقراطية الطاغوتية، وبدا بيننا وبينها العداوة والبغضاء، ويجب على المسئولين أن يكفروا بها، بل يجب على جميع الشعب اليمني أن يكفر بها.
فنصيحتي للنساء ليست خاصة للنساء اليمنيات، بل هي نصيحة لجميع نساء الأمة، فالمرأة في إندونيسيا أو في ليبيا أو في الجزائر، أو في العراق أو في سوريا أو في مصر، حكم الله واحد فليس لليمن حكم وهذه البلدان حكم: ﴿ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء﴾(13)، فأعداء الإسلام يريدون أن نهرول بعدهم ولن يرضوا بهذا حتى نكون كفارا مثلهم والعياذ بالله، وقد تقدم قول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه».
ولا تدري ماذا يحصل للمسكينة التي يعطونها في اليوم ألف ريال من أجل أن تقيد أسماء الناخبين مع زملائها ومع الرجال الذين يضيفونها فربما تغيب يوما أو يومين، وهذه ليست بالوساوس بل هي أمور واقعة حدثت.
فأقول: إنهم عرضوا الدين للإهانة، فالله سبحانه وتعالى يقول في شأن شهادة النساء: ﴿فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى﴾(14).
فشهادة المرأتين بشهادة رجل، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾(15)، وعند أن نسبوا لله البنات قال ربنا عز وجل: ﴿تلك إذا قسمة ضيزى﴾(16).
فأنصح المرأة المسلمة إذا رأت زوجها لا يبالي بها أن تبتعد عن هذه الانتخابات فإنها تعتبر طاغوتية، أو كان زوجها ضعيفا لا يستطيع أن يدافع عنها ويلزمه شيخ القبيلة بهذا أن ترفض هذا وتقول: أنا امرأة عفيفة لا أخرج عرضة للفتنة وأتصور، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لعن الله المصورين»، ويقول: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة».
وصورتك هذه ستوضع في الملف ثم يراها الفاسق، والبعثي، والشيوعي، والرجل المذبذب فيفتن بك، فواجب علينا ألا نهرول بعد أعداء الإسلام ﴿ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم﴾(17)، فهم لن يرضوا عنا حتى نكون مثلهم.
فهل قد خرجت المرأة للانتخابات في زمن أبي بكر أو عمر أو عثمان، أو علي بن أبي طالب؟ قالوا: إن عبدالرحمن بن عوف شاور النساء!.
فأقول لصاحب هذا الكلام: إنه حاطب ليل، وحاطب الليل كما يقول الشافعي: هو الذي يمد حبله ويجمع الحطب فربما يجمع الثعابين في الظلام بين الحطب، بل صاحب هذا الكلام أقبح من حاطب ليل لأنه يعلم أن هذا منكر ثم يدافع عن المنكر، وهذا الأثر لا يثبت أن عبدالرحمن بن عوف استشار النساء حتى في خدورهن.
بل إن النساء الصحابيات لو طلب منهن ما يخالف الشرع لأتين إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أو الوالي يناشدنه الله ويحاكمنه إلى الكتاب والسنة.
فعلى المرأة ألا تغتر بوسائل الإعلام، «قد قالت الإذاعة، وقد قال الشيخ الفلاني في التلفزيون». فأقول: إن هذا الشيخ لو كان فيه خير ما دخل التلفزيون، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لعن الله المصورين».
وأنا لا أنفي عنه الخيرية بالكلية لكن مجلسه ذلك لا خير فيه، أو يقال: قد أفتى الشيخ أن لا بأس أن تخرج المرأة منتقبة فهل تخرج إلى الطاغوتية. بل تخرج إذا كان لها حاجة في السوق وليس هناك من يقضيها لها أو إذا كانت تحتاج إلى أن تحترف في زراعتها أو أعمالها.
وأرجو من كل النساء اللاتي يسمعن هذا الكلام أن يأخذن البطاقة أو الورقة الانتخابية وفي التنور، حتى تنقذي نفسك من النار، فإن كثيرا من الناس أصبحوا لا يبالون بأنفسهم، بل يهمه أن ينجح في الانتخابات ولو ضحى بالإسلام والمسلمين.
فاتقي الله أيتها المرأة، وأعلمي أنك مسئولة أمام الله عز وجل، ولن ينفعك إذا وضعت في قبرك زوجك، ولا أبوك، ولا ولدك، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤويه * ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه﴾(18)، ﴿ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾(19).
فالأمر خطير، وليست المسألة مسألة تصويت فأنت بصوتك تقررين الطاغوت، فالانتخابات قد تكلمنا عليها من قبل أنها تسوية الرجل بالمرأة ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾(20).
تسوية الصالح بالطالح، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون﴾(21)، وتسوية العالم الفاضل بالمرأة.
شغلت الانتخابات المسلمين، وأورثت بينهم العداوة والبغضاء، وربما لا تأتي الانتخابات إلا وقد علا المرشحين الشيب، فقد باع شخص بالحديدة عمارته ووزعها على الناس حتى ينجح في الانتخابات فلم ينجح، وهذا قليل من كثير، بل ربما يجن أحدهم على ما أنفق بسبب الانتخابات.
وأهل السنة بحمد الله في جميع المناطق اليمنية لا ينتخبون، ولا يطلبون الكراسي، ولا يطالبون الرئيس أن يتنازل عن كرسيه.
فقد قال الإخوان المفلسون: إننا نريد أن نأخذ الكرسي بطريقة سلمية، فأشهد لله بأنكم تعلمون أنكم كاذبون، ليست إلا تلبيسات على العوام، قولوا: نأخذ السيارات بطريقة سلميه ونأخذ المرتبات بطريقة سلمية، ونضغط على أهل السنة، لأن غالبا القرشي قد أهلته الانتخابات لأن يكون وزير الأوقاف ثم بعد ذلك أبعده الله وأتى بمن هو شر منه وهو أحمد الشامي.
وأقول: إن ضرر نجاح الإخوان المفلسين على أهل السنة عظيم، فهم مستعدون أن يتآخوا مع الشيوعي، ومع البعثي، ومع الصوفي، ومع الشيعي، ولكنهم ليسوا مستعدين أن يتآخوا مع أهل السنة.
وقد قلنا لهؤلاء المغفلين: أن الحكومة تريد أن تسلطهم على أهل السنة، فهم ليسوا إلا مماسح للحكومة، من أجل أن يكرههم أهل السنة ويكرهوا بهم عند المجتمع.
أما دعوة أهل السنة فبحمد الله لن يضروها حتى ولو أخذوا عليهم مسجدا أو مسجدين أو ثلاثة وكذلك أصحاب جمعية الحكمة -بفتح الحاء والكاف(22) - فهي جمعية الحكمة وقد قرعت علينا عقيلا، ومحمدا المهدي، ومحمدا البيضاني، وعبدالله الحاشدي وجمعا، فقد أصبحت الحكمة في أفواههم لا يستطيعون أن يقولوا كلمة الحق.
فالصوفية والإخوان المفلسون وأصحاب جمعية الحكمة أصبحوا يضيقون على إخواننا في عدن خابوا وخسروا، فهل يظنون أنهم يستطيعون القضاء على الدعوة، بل هم بهذا يقضون على أنفسهم، ويزداد الناس بصيرة بهم.
وهكذا الملبسون من الإخوان المفلسين كعبدالمجيد الزنداني ومحمد الصادق، أما صعتر فسفيه، فما قد رددت عليه في شريط ولن أرد عليه، فهو ساقط لا ينبغي أن نهتم به.
هذا ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضي
وهناك قصيدة طيبة لأخينا في الله علي بن على الرصاص حفظه الله يقول فيها:
طفح الكيل أخانا
وأتانا ما أتانا
من أمور مشكلات
قد سترناها زمانا
كل من يدعو لحزب
يرفض الحق عيانا
ويعادي الحق جهرا
كائنا من أين كانا
لو أتاه من رسول
قول صدق ما استكانا
إذ يقول الله قرن
في بيوت يا نسانا
ما لكن في الأمر حق
لا ولا في الحكم شانا
ونرى الحزب خرو
جا لانتخابات فكانا
بل يقول الشيخ منهم
انتصرنا بنسانا
وشهادتها تساوي نصـ
ـف شخص قد أتانا
في كتاب الله فاقرأ
واعرف الحق أخانا
أن أتينا نصلح المـ
ـيل يقولون كفانا
هذه تغضب حزبا
قد أطعناه زمانا
أفنرجوا غير ربي
وهو للحق دعانا
وهو نور فوق نور
وبه نرقى الجنانا
ليس يوم الحشر حزب
نافعا أو برلمانا
يارجالا طلبوا الحـ
ـق استجيبوا لندانا
لا تطيعونا ولكن
لنطع ربي كلانا
نقرأ القرآن جمعـا
ونطبقه عيانا
نتبع قول إلهـي
ونعلمه سوانا
سنة المختار تضحى
مرجع الكل أخانا
فإذا صرنا على هـ
ـذا فأنعم بخطانا
فاجتهد في الحق واعمل
بالهدى لا تتوانى
ولأخينا في الله أبي رواحة الموري حفظه الله قصيدة في الانتخابات بعنوان: كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات
يايراعا(23) خاض في بحر الرمل(24)
وقريضا ينشد اليوم الأمل
وقصيدا قد مضى يحدوا بنا
يطلب الحق لدى أحلى جمل
قد بدت أبياته في ألق
مثل شمس أخفت اليوم زحل
كلها تطلب شيئا واحدا
أن نروم الحق في الأمر الجلل
كشفت أوراقه في وضح
فإذا في الأمر أصناف الخلل
ذلك الأمر الذي ننكره
انتخابات تراءت بالمقل
فلنكن ياقوم صفا واحدا
نأخذ التشريع من خير الرسل
ولنسر ياقوم في درب الهدى
إن من سار على الدرب وصل
إنما الشورى هي النهج الذي
عاش فيه الناس والقوم الأول
قام أهل الدين بالشورى وكم
قام أهل العلم من عقد وحل
فانتخابات تمادى زيفها
وإذا الإفساد فيها قد حصل
لم يقم فيها سوى قوم لهم
طعن هذا الدين في ثوم الدجل
كاشتراكي وبعثي ومن
قام بالتنسيق معهم لا خجل
إن مضينا سوف نلقى دفترا
مثخنا بالشر شبها بالرسل(25)
إذ بها التقليد للأعدا فكم
شابهوا في الفعل أشرار الدول
مثل أمريكا تجاروا خلفها
يدخلون الجحر طبقا للمثل(26)
ورسول الله ألقى بيننا
من تشبه صار منهم في العمل(27)
وابن عمرو جاء في ثوب له
ورسول الله يلقي بالجمل
أبهذا أمرت أمك أن
تشبه الكفار في اللبس المخل
قال عبدالله: هل أغسلهما؟
قال: بل احرقهما(28) تمس البطل
وبها تنفيذ تخطيط مضى
من بني صهيون أمسى معتقل
وبها خوض بغير الحق في
مال ربي أنه شيء جلل
إذ روى الجعفي(29) عن خولة في
مسند صدق لمعنى ما نقل
أن من خاض له النار غدا(30)
وجزاء الفعل أن يبقى مغل
كم عداوات بدت في أرضنا
قطعت شملا غدا فينا وصل
كم جهود لدعاة ضيعت
بانتخاب إنه الفعل الأشل
شغلوا الأمة عن تاريخها
من علوم وحديث كالحلل
جعلوها تطلب الدنيا وقد
تطلب الناقة أيضا والجمل
تطلب الدولار من أعدائها
وتريد النصر والنصر فشل
إذ تساوي بين صدق واضح
وعظيم الأفك فيمن قد رحل
بل تساوي بين حق صادق
ومع الباطل قامت بالعمل
أتساوي بصلا في أكله
بالذي يشرب من ذاك العسل؟
وانتخاب قد ترامى شره
يخرج المرأة من جحر الخجل
بعد أن خاطب ربي نسوة
أن وقرن(31) ذلك الفعل الأجل
أمر رب خالق سبحانه
في كتاب فهو بالحق نزل
جعل الزوج ليرعى أهله
وهو مسئول إذا شر حصل(32)
وإذا الزوج تخلى مرة
عن قوامته وأرخى للكسل
عاقب الرحمن من ذا صنعه
بعقاب قدره قدر الزلل
لم يجد في دربه رائحة
من جنان(33) بل تردى بالشلل
كم فتاة خرجت من خدرها
تطلب النصرة في ليت لعل
إذ بها راجعة خائبة
بعظيم الأفك باءت والفشل
جعلوها سلعة معروضة
لكلاب همها ذاك الأكل
عبر تصوير حرام قد مضى
علما يظهر عن خير الرسل
كل من صور يوما صورة
نفخ الروح بها(34) يا للخجل
إن شر الناس ذا منزلة
من يضاهي(35) خلقه عز وجل
كم فتاة خرجت في عطرها
في جميل اللبس في أحلى الحلل
فغدت في شرعنا زانية(36)
حسبها في ذلكم أن تغتسل
ربما في بلدة قد رشحت
وإذا الشر عليهم قد هطل
أنه لا يفلح القوم إذا
سودوا المرأة عن ذاك الرجل(37)
جاء مصداقا لما قد قاله
خير رسل الله عن هذا الخلل
كم فتاة خرجت كاشفة
وإذا الزينة تبدو والكحل
فتراها ثلة مسعورة
لا تغض الطرف إلا من غفل
يترك الصندوق ذو صندوقه
صار ولهانا وأمسى في الغزل
عجبي من ثلة خائبة
تطلب النصرة ممن قد سفل
كم قبيلي تولى ساخرا
ولسان الحال يزري بالأسل
أن يرى قوما أضلوا نهجهم
ماتت الغيرة فيهم والخجل
فانتخابات حرام حسبها
عند شيخي مثل طاغوت أطل
وادعي الخير قولا راشدا
قلته أمسى نصيرا للأول
وابن باز لو رأى آثارها
في بلادي لارتضى الحكم الأجل
لن يقر الشر في أمته
إذ به قد صار للخير محل
وصلاة الله تغشى المصطفى
دائما تتلى على مر الأزل
_______________________
(1) سورة التحريم، الآية: 6.
(2) سورة طه، الآية: 132.
(3) سورة الشعراء، الآية: 214.
(4) سورة النساء، الآية: 34.
(5) سورة النساء، الآية: 32.
(6) سورة الكهف، الآية: 28.
(7) سورة عبس، الآية: 34-37.
(8) سورة الأحزاب، الآية: 35.
(9) سورة آل عمران، الآية: 195.
(10) سورة الزخرف، الآية: 18.
(11) سورة الأحزاب، الآية: 59.
(12) سورة النور، الآية: 31.
(13) سورة النساء، الآية: 89.
(14) سورة البقرة، الآية: 282.
(15) سورة آل عمران، الآية: 36.
(16) سورة النجم، الآية: 22.
(17) سورة البقرة، الآية: 120.
(18) سورة المعارج، الآية: 11-14.
(19) سورة الحج، الآية: 1-2.
(20) سورة آل عمران، الآية: 36.
(21) سورة السجدة، الآية: 18.
(22) والحكمة هي ما يوضع في فم الحصان من الحديد إذا أراد أن يقرعه.
(23) اليراع: هو القلم.
(24) الرمل، بتشديد الراء وفتح الميم: بحر من بحور الشعر.
(25) الرسل، بتشديد الراء وفتح السين: هي الإبل المرسلة جماعات، كناية عن تتابع الشر.
(26) إشارة لما في «صحيح البخاري ومسلم» عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟، قال: «فمن»؟.
(27) إشارة لما في «سنن أبي داود» بإسناد صحيح عن ابن عمر مرفوعا: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وهو في «الصحيح المسند» لشيخنا حفظه الله، و«الارواء» برقم (1269).
(28) إشارة لما في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: رأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علي ثوبين معصفرين، فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟»، قلت: أغسلهما!، قال: «بل أحرقهما».
(29) المراد به الإمام البخاري.
(30) إشارة لما في «صحيح البخاري» عن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- مرفوعا: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». (6/153)
(31) إشارة لقوله تعالى: ﴿وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ سورة الأحزاب، الآية: 33.
(32) إشارة لما رواه الشيخان عن معقل بن يسار -مرفوعا- ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة».
(33) إشارة لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر مرفوعا: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
(34) إشارة لما رواه «الشيخان» عن ابن عباس مرفوعا: «من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ».
(35) إشارة لما رواه «الشيخان والنسائي» عن عائشة مرفوعا: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله».
(36) إشارة لما رواه «أحمد وأبوا داود» عن أبي موسى مرفوعا: «أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية».
(37) إشارة لما رواه البخاري في «صحيحه» عن أبي بكرة مرفوعا: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».
فهرس الكتاب |
|
|