الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. أما بعد:
فإنا نحمد الله سبحانه وتعالى الذي هدانا لسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ونحمد الله سبحانه وتعالى معشر اليمنيين خصوصا، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: «الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان»، وهذا الحديث هو لأهله ليس للحزبيين الديمقراطيين وليس للبعثيين وليس للاشتراكيين وليس للقبوريين، نعم لمن تحقق فيه الإيمان. أهل اليمن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخبر عنهم بأنهم: «أرق أفئدة وألين قلوبا»، ودعا لهم، فقد روى البخاري في «صحيحه» عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» -ثلاثا- قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان».
وخصيصة أيضا لأهل اليمن لا يشاركهم أحد غيرهم، روى الإمام مسلم في «صحيحه» من طريق سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم». ومعنى الحديث: أن الناس يزدحمون على الحوض لشدة العطش ولهول ذلكم اليوم ولدنو الشمس قدر ميل، فيخرج النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعصاه ويقرع الناس حتى لا يزاحموا أهل اليمن، وإنها لخصيصة يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى عليها.
أيضا: «الفقه يمان» فقد خرج من اليمن الفقهاء والمحدثون -ونعني بالفقهاء والمحدثين: أهل السنة-، فعبدالرزاق الصنعاني، وهشام بن يوسف الأبنائي صنعاني أيضا، وهمام بن منبه، ووهب بن منبه، وأبوحمة محمد بن يوسف الزبيدي، وأبوقرة موسى بن طارق اللحجي -يقال له: لحجي ويقال له: زبيدي-، ومحمد بن أبي عمر العدني وغير واحد من الحضرميين. أئمة خرجوا من اليمن مصداقا لقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان» فنحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك.
وإن أهل اليمن بحمد الله من خدعهم يظهر حاله بعد أيام، فعلي بن الفضل القرمطي بعد أن ملك صنعاء وكثير من البلاد اليمنية استقر بمذيخرة بالعدين ثم أخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
الصليحيون الذين يقال: «قالت أروى، وقال أحمد»، وهم باطنية أكفر من اليهود والنصارى بعد أن ملكوا أكثر اليمن أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، فبحمد الله الله سبحانه وتعالى هو الذي يدافع عن اليمن وهو الذي يدافع عن اليمنيين والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى. وأما حديث: «إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن» فهو حديث موضوع مكذوب لا يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
قد رحل إلى عبدالرزاق الصنعاني -من علماء اليمن- العلماء من نيسابور ومن بغداد ومن كثير من الأقطار الإسلامية، ليسمعوا حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، كأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن معين، وما أدراك ما هؤلاء الثلاثة رحلوا إلى عبدالرزاق الصنعاني، فنحمد الله سبحانه وتعالى أن رفع شأن أهل العلم وقد ذكرنا في غير ما شريط فضائل أهل العلم وإنني أحمد الله فلأم عبدالله الوادعية كتاب «فضل العلم والعلماء» لعله لم يؤلف مثله في بابه من حيث سرد الأدلة والفضل في هذا لله.
ولكن كلامنا الآن على التحذير من علماء السوء ﴿ياأيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله﴾(1)، ﴿ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون﴾(2).
والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان»، ويقول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون»، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب: ﴿أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون﴾(3)، ويقول: ﴿وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون﴾(4)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث﴾(5).
وكما أن الله رفع العلماء ورفع منزلتهم، فإن الله سبحانه وتعالى أخزى علماء السوء وفضحهم، علماء السوء الذين يحرفون الفتاوى كما يهوى المجتمع أو كما تهوى الحكومات، يجب أن نحذرهم وأن نبتعد عنهم، والعلماء الرسميون الذين يفتون بما تشتهي الحكومات ولست أعني أن العلماء الرسميين كلهم يفتون بما تهوى الحكومات ولكن الغالب هو ذلكم الأمر، وإننا نحمد الله عز وجل فقد وقفنا في وجوه أهل الباطل ونعتبر ذلكم من أفضل القربات.
جاء عن الإمام أحمد وعن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن غير واحد: أن الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله. وذكر الأمير الصنعاني أنه أصيب بإسهال عولج منه فلم ينفع فيه علاج، وكان عنده كتاب من كتب الضلال فقال لأهله: أحرقوا هذا الكتاب واخبزوا لي خبزة عليه، وأحرقوا الكتاب وخبزوا له خبزة عليه وأكلها وشفى بطنه بإذن الله تعالى، وهذا في ديوانه.
فالرد على أهل البدع يعتبر من أفضل القربات، وإذا رجعوا إلى السنة فهم إخواننا، وإلا اليمن بلاد الإيمان، اليمن لا مجال فيها لبعثي، ولا مجال فيها لاشتراكي، ولا مجال فيها لحداثي، ولا مجال فيها لحزبي، ولا لديمقراطي ولا لعلماني، وإن كان أهل اليمن بهم شيء من الجشع يصفقون للحزب ما دام المال عنده، وإذا نفد المال تحولوا إلى آخر، وهم أذكياء أيضا يعرفون ما هو عليه من الضلال، ليسوا مستعدين أن يبيعوا دينهم(6). فهي حزبية مادة ما هي بحزبية عقيدة، نحمد الله الذي صرفهم إلى حزبية الدنيا عن حزبية العقيدة.
وفي هذه الليلة وافانا شريط لعبدالمجيد الزنداني ونحب أن يسمعه الإخوة وأن نعلق ما استطعنا على ذلكم الشريط، فيه دعوة للنسوة باليمن إلى أن يؤسسن (مجلس الشيخات) على غرار (مجلس الشيوخ الأمريكي).
وقال الزنداني في محاضرة للنساء: «... لكن ماذا عن إبداء المرأة لرأيها في القضايا السياسية، من حقها ذلك، فأم سلمة -رضي الله عنها- أم المؤمنين كانت مع رسول الله ? في صلح الحديبية، وجاء المسلمون من المدينة إلى مكة فنزلوا بالحديبية، وكانوا محرمين وقد ساقوا الأنعام لذبحها عند الكعبة، فتعرضت لهم قريش وقالت: والله لا تدخلون علينا هذا العام -تشتوا نتصالح- ارجعوا عن قرب مكة إلى المدينة بسنة ولا تدخلوا علينا مكة، فالرسول ? وافقهم على ذلك وأجري الاتفاق في صلح الحديبية بينه وبينهم، فحزن المسلمون أنهم سيرجعون وقد أحرموا ولبسوا ملابس الإحرام، لكن بعد إقرار الاتفاقية أمرهم الرسول ? أن يحلقوا رءوسهم، وأن ينحروا هديهم وأن يلبسوا ملابسهم المعتادة، ويتركوا ملابس الإحرام أمرهم المرة الأولى فلم يأتمروا، أمرهم الثانية فلم يطيعوه، فدخل إلى الخيمة غاضبا يخاف عليهم من عقاب الله، لأنهم عصوا رسوله وأن ينزل بهم ما نزل ببني إسرائيل وغيرهم من الأمم، فقال لأم سلمة -رضي الله عنها- الأمر، ففطنت أم سلمة -رضي الله عنها- إلى أن الرسول ? أمرهم وهم لم يطيعوه لا معصية له وإنما لأنهم يأملون ويطمعون أن ينزل وحي أو أن يراجع الرسول نفسه، فيبقوا في إحرامهم فقالت له: يا رسول الله اخرج وانحر هديك واحلق رأسك فإذا رأوا ذلك فعلوا مثلك. نصيحة سياسية وتدبير سياسي من أم سلمة -رضي الله عنها- ففعل الرسول ذلك الفعل، فنحر هديه وحلق رأسه فلما رآه المسلمون قد فعل ذلك أيقنوا أن لا عمرة -ما عاد يوصلوش مكة، خلاص- النبي قد تحلل من إحرامه فقام كل واحد منهم إلى الآخر يحلق لأخيه بغضب وشدة، حتى كادوا يجرح بعضهم بعضا وقاموا ونحروا هديهم.
فهذا تدبير سياسي صاحبته امرأة هي أم سلمة -رضي الله عنها- فمن حق المرأة أن تستشار في الأمر السياسي وفي الأمر العام للأمة، ومن حق المرأة أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وأن تسائل وأن تعترض على الحكام وأن تشكوا منهم، من حق المرأة أن تفتي إذا كانت عالمة وأن تتعلم وتعلم. وقد كان المسلمون يستفتون من أمهات المؤمنين، وقد وجدنا أكابر علماء المسلمين يدرسون على شيخات(7)، ويعطين إجازة لتلاميذهن، ويرى في سند المشايخ: «مشايخه: فلانة وفلان وفلان وفلانة».
فمن حق المرأة أن تفتي، بل إن المرأة قد حملت عن رسول الله ? وكم في السند سند الأحاديث من نساء نقلن إلينا أحاديث رسول الله ?، فكيف إذا نحقق للمرأة المشاركة في الأمر السياسي والمشاركة في الفتوى والتشريع والمشاركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومراقبة الحكام ومحاسبتهم ومسائلتهم كيف؟ ونجنبها معركة الولاية العامة، معركة القوامة على المجتمع والولاية العامة، كيف؟ لا طريق إلى ذلك إلا بإنشاء مجلس خاص للمرأة اليمنية، أن نقيم مجلسا، مجلسا للمرأة، مجلس شورى المرأة اليمنية ويعطي هذه الصلاحيات، صلاحية المشاركة في التشريع، صلاحية المشاركة في إبداء الرأي السياسي، صلاحية المساءلة لبعض المسئولين، ولكن تولية رئيس الجمهورية، تولية رئيس الوزراء والوزراء معركة صعبة(8) قاسية شديدة يستعمل المتنافسون فيها أساليب خبيثة وغليظة وقاسية وماكرة، ولا نريد أن نعرض المرأة لهذه المعركة الطاحنة والمعركة اللئيمة بين المتنافسين على رئاسة البلاد والقوامة.
إن للمرأة بيعة(9) خاصة هي بيعة النساء، وهي غير بيعة الرجال بيعة أخلاقية بيعة إيمانية، والرجال لهم بيعة جهاد وقتال وولاية، إذا لا غضاضة في ذلك ولا عيب في هذا، ففي العالم غيرنا من الدول فيها مجلسان(10)، مجلسان لتمثيل الأمة:
مجلس يسمى بالمجلس النيابي، وهذا المجلس النيابي له ثلاثة حقوق الحق الأول: التشريع، الثاني: الرقابة، الثالث: التولية للحكام والعزل.
ومجلس آخر هو مجلس الشيوخ وهذا مجلس الشيوخ له حقان وليس له الحق الثالث ليس له حق التولية والعزل بل له حق الإبداء، إبداء الرأي في الشتريع والسياسة، وله حق إبداء الرأي في مراقبة سلوك بعض الحكام والمسئولين ويسمى بمجلس الشيوخ وليس له حق العزل والتولية.
فلماذا لا يكون هذا المجلس الثاني مجلس الشيوخ مجلس شيخات لماذا لا يكون مجلس المرأة اليمنية».
أقول: نقف هنا بعض الوقفات ثم نكمل إن شاء الله الشريط.
روى البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعظ النساء وقال فيما وعظهن: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن» قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها».
وقصة الحديبية صحيحة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا» فما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما. ولكن هل دعا أم سلمة وعائشة وأم حبيبة وحفصة وغيرهن من النساء يكون مجلس الشيخات أو يكون مجلس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
روى الترمذي في «جامعه» عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان».
يا عبدالمجيد أتلبس على نسائنا أن يخرجن ويخالطن الرجال، إحدى النسوة تقول ساخرة من عبدالمجيد ومن كلامه: أما أنا فلا أرضى إلا أن أكون رئيسة للدولة. ويجوز على مذهب عبدالمجيد، لأنه يقول: ما تجنب الرئاسة إلا من أجل أنها معركة صعبة قاسية شديدة ويستعمل فيها المكر والخبث إلى آخر ما قال. وهذا فيه خروج عن طبع المرأة مع ما فيه من المخالفة للأدلة الشرعية. فالرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول كما في «صحيح البخاري» عن الحسن عن أبي بكرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة». بل ربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا﴾(11).
وروى البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء»، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- طلب الوصاية منا بالنساء خيرا، والوصي يرعى حق الموصى عليه، يرعى حقه وينتبه له، ويرعاه رعاية إسلامية فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة».
وروى الترمذي في «جامعه» عن عمرو بن الأحوص رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم»، أي مثل الأسير.
الله قد علم بحالتها وأنها ضعيفة وناقصة عقل ودين، أما إذا كان في يدها الحديد والنار لأساءت التصرف، ولو كان الطلاق بيدها لطلقت زوجها في اليوم عشرين مرة، وبعد أن يسكن غضبها تبكي ما تحب أن تمشي إلى أهلها وقد طلقته عشرين مرة، من أجل هذا جعل الله سبحانه وتعالى القيومية بيد الرجال، «فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم: فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن». رواه الترمذي وفي سنده بعض الضعف ولكنه قد جاء بمعناه عن صحابي آخر كما في «مسند أحمد».
والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن».
يا عبدالمجيد اتق الله سبحانه وتعالى وقل سدادا واعلم أن الناس لن يتبعوك على ضلالك، ﴿ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾(12).
هل كان هناك نسوة على زمن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لهن (مجلس شيخات)؟ أم هو التقليد لأعداء الإسلام؟، وصدق الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: ««لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلكتموه». قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟!».
فعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، وأن نحسن إلى أهلينا «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، أمن الخيرية أن تأخذ شنطتها مسكينة في الصباح بعد طلوع الشمس، ولا ترجع إليك إلا بعد الظهر الساعة الثامنة؟! معذبة، وقد جعلها الله سيدة بيتها، الرجل يخدمها ويأتي بما تحتاج إليه من سترها.
والناس بين إفراط وتفريط ووسط، فمن الناس من أفرط كقاسم أمين الذي دعا إلى التبرج والسفور، وهدى شعراوي التي حرقت الحجاب، ومن الناس من فرط فامرأته كالنعجة لا يعلمها ولا يهيئ لها التعليم، الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾(13).
والإخوان المفلسون قواد شر وضلال، فيجب علينا أهل السنة أن ننهض بما أمرنا الله سبحانه وتعالى وأن نتزود جميعا من العلم النافع، ﴿وقل رب زدني علما﴾(14) ما دامت الشبهات تتوارد علينا من علماء السوء.
وبالأمس أوردوا علينا مهزلة من المهازل، ألا وهي الدعوة إلى تحديد النسل، يقول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم»، وأولئك يدعون إلى تحديد النسل، لكن هي مهزلة؛ المسئولون بعضهم متزوج بأربع نسوة ومشايخ القبائل بعضهم متزوج بأربع نسوة، وبعض التجار متزوج بأربع نسوة، وابن شاجع(15) لا بارك الله فيه أظنه متزوج باثنتي عشرة امرأة، وعلماء السوء يدعون إلى هذا.
فكونوا على حذر من علماء السوء ومن دعاياتهم، ومن علماء السوء علماء الإخوان المفلسين، ما تجد فيهم واحدا وقافا عند كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأغلبهم مخادعون.
أتاني القاضي محمد قطران وقال لي: يا أبا عبدالرحمن نحن نريد دولة إسلامية، فنريد أن تكون من الأولين في هذا. قلت له: تريدون دولة إسلامية(16) وأنتم خليط! قال: مستعدون أن ننقيهم ونترك خليط، نبغي الصالحين يقيمون دولة إسلامية. قلنا: هذا في الخيال لكن إذا كان الشعب متفقها في دين الله فهذا صحيح. وذهب القاضي محمد من عندي، وبعد أيام طويلة جاءني القاضي هلال الكبودي -ولا يزال حيا يرزق وهو رجل صادق اللسان لو سألتموه لأخبركم- ويحيى الشبامي، ومحمد الصادق، وسليمان الفرح -يتسمحون به باعتبار أنه شيخ وإلا فحتى المشايخ أنفسهم مساكين ما هم إلا ببغوات يقولون ما يقال لهم- قالوا: يا أبا عبدالرحمن نريد دولة إسلامية. قلنا لهم: وما سبيلها؟ قالوا: الانتخابات! قلنا لهم: الانتخابات محرمة. قالوا: صحيح محرمة ولكن لا بد منها! قلنا: فإذا لم يسلمها علي عبدالله صالح؟ قالوا: حاربناه!!
تحاربون علي عبدالله صالح! كلام فارغ ما همهم الدولة الإسلامية، الذي يهمهم: «البوسنة والهرسك» حتى تمتلئ الأجربة وبعدها ﴿والعاملين عليها﴾، فالإخوان المسلمين آلة جمع أموال ينتهزون الفرصة لأي مناسبة! وقصدنا من هذا أن علماء الإخوان المفلسين ليسوا وقافين عند كتاب الله أنا أتحدى من يأتي بعالم واحد منهم وقاف عند كتاب الله وعند سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
*****
قال الزنداني مواصلا كلامه: «وبهذا تتمتع المرأة اليمنية كما يتمتع الرجل اليمني بكامل حقوقها السياسية والاجتماعية، مع تجنيبها قسوة معركة الولاية العامة، إذا فعلنا ذلك فزنا ونجحنا ووضعنا الأمر في نصابه، وأعطينا المرأة حقها(17) وأعطينا الرجل حقه وأسندنا كل شيء وفق هدي الله، فإذا فعلنا ذلك صلحت أمورنا بإذن الله.
نحن الآن مقدمون أتمنى أن المرأة اليمنية لو وعت وقالت لمجلس النواب: تريد أن تكون عضوا في مجلس النواب؟ ألتزم وأشترط عليكم يا أعضاء مجلس النواب أن تصدروا قرار مجلس شيخات اليمن، مجلس شيخات أو مجلس شورى المرأة اليمنية، فنرى مجلسا آخر للمرأة اليمنية بجوار مجلس النواب تمارس فيه المرأة حقها وتتمتع بكامل ما لها، أتمنى أن توفق المرأة اليمنية لذلك وأن يوفق النواب للمطالبة بحق المرأة كما طالبنا(18) بحق الرجل، وكما استطعنا أن نأخذ حق الرجل من الحكام، نأخذ حق المرأة من الرجال ونعطيها حقها وتمارس دورها في مجتمعنا، أسأل الله أن يوفقنا والمسلمين أجمعين.»
وبعد هذا أقول: الواقع أنهم لن يستطيعوا أن يعملوا شيئا؛ ففي دفترهم الذي نشروه في الانتخابات بعد الوحدة: الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة، ومن هي الأمم المتحدة؟ إنها أمة كافرة تحكم القوانين، هذا واحد، الثاني: الاعتراف بالديمقراطية، وما معنى الديمقراطية؟ معناها الشعب يحكم نفسه بنفسه، ولو حصل التصويت أن اللواط حلال فالتصويت مقدم على الكتاب والسنة، أو حصل التصويت -وقد حصل- أنه يجوز لهم أن يقترضوا من البنوك الربوية فلهم بعد ذلك التصويت، وأيضا في ذلكم الدفتر احترام الرأي والرأي الآخر، وما معنى احترام الرأي والرأي الآخر؟ إنك إذا استدللت بآية وقال ذلك الخمار أو تلكم المرأة التي لا خير فيها وعارضتك، وجاءت امرأة أخرى تؤيد رأيها؛ أن الآية القرآنية مثل رأي تلك المرأة! والمرأة الثانية ترجح قول المرأة على الآية القرآنية، إهانة للكتاب والسنة ﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى﴾(19).
وأحسن من مثل الإخوان المسلمين هو الترابي ترب الله وجهه، ففي كلية الشريعة بصنعاء قالوا له: أنت من الإخوان المسلمين؟ قال: لا، نحن اتخذناهم سلما لنصعد عليه ثم تركناهم. ولقد أحسن من قال:
على كتفيه يصعد المجد غيره فهل هو إلا للتسلق سلم
جمال عبدالناصر لا -رحمه الله- تسلق على أكتافهم حتى وضعوه على الكرسي ثم بعد ذلك أودعهم السجون، وقتل أناسا منهم لسنا نقول هذا شامتين، ولكننا نقول إنهم هم الذين يحملون الحكام ويضعونهم على الكراسي ثم بعد ذلك يفتك بهم الحكام، وهم مفلسون في السياسة وهم أيضا الآن أصبحوا مفلسين في الدين، فكونوا على حذر منهم، كونوا على حذر من حضور محاضراتهم ومن حضور اجتماعاتهم ودعوتهم، وهم وإن كان عندهم مال؛ فالله هو الذي اختار لنا أهل السنة الفقر، وربما لو كان عندنا مال لأطغانا المال، الله هو الذي اختار لنا هذا وهو الذي اختاره لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فلنصبر ولنحتسب.
ألا وإن من الناس من هو متلون والله أعلم بنهايته، ذلكم المتلون هو الشيخ عمر(20)، كان مع الإخوان المفلسين ثم خرج وأخذ يحذر منهم، ثم بعد ذلك ذهب إلى مكة وأخرج كتابا بعنوان «الدليل الواضح على كفر علي عبدالله صالح» وبعد أن أخرج الكتاب رجع إلى هاهنا، وأخبرت الآن أنه قد رجع إلى الإخوان المفلسين، يا شيخ عمر عمرك قد ولى وذهب فاسأل الله أن يحسن لك الخاتمة، وإياك والتلون، إياك والتلون، فعليك أن تتقي الله سبحانه وتعالى.
وعلى أهل السنة أيضا أن يتقوا الله وأن يبتعدوا عن علماء السوء، ونشر هذا الكلام كاف وحده حتى لو لم يكن عليه تعليق كل يمني به غيرة على امرأته وغيرة على بناته سيقول نعوذ بالله من عبدالمجيد الزنداني ومن آرائه وأفكاره، وعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ننصحه أن يتوب إلى الله.
وهذا الشريط يا إخوان وصل إلينا بصوته كما سمعتم ليس مدبلجا وليس فيه زيادة ولا نقص وأهل السنة بحمد الله ليسوا كغيرهم، أهل السنة لا يكذبون على خصومهم لكن يبلغون ما حدث وما حصل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.
*****
وبعد هذا فالرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام»، هذه الدعوة التي يدعو إليها عبدالمجيد فيها إثارة الفتن بين الرجل وامرأته، فكثير من الناس يحب لامرأته العفاف، بل كل الناس إلا من شذ هذا أمر.
أمر آخر: إن في هذا هتك لعرض المرأة تخرج من بيتها وليست بمعصومة وتخالط الرجال! وإذا أصبحت ذات ولاية فزوجها ليس بشيء، وهذه هي الدعوة إلى التبرج والسفور والاختلاط من زمن قديم، فمحمد الصادق يقول في خطاب له نشرته جريدة «الصحوة» وقد ألقاه في جامع الدعوة بباب اليمن: «إن تصوير المرأة للانتخابات مثل تصويرها للحج»، ويا سبحان الله يا محمد تجاهلت الحج ركن من أركان الإسلام والانتخابات طاغوتية، فالفارق كما بين السماء والأرض.
ومما يدل على أن دعوتهم دعوة فتنة أن علي بن سالم بكير من حضرموت وهو يعد عندهم من أهل العلم أفتى المرأة أن تخرج إلى الانتخابات ولو لم يرض زوجها، قطع الله لسانك يا علي بن سالم.
أليس محمد الصادق، وعبدالمجيد الزنداني، وعلي بن سالم ومن يسلك مسلكهم، أليسوا جديرين بأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من هذا التلبيس ومن هذه الدعوة إلى الفتنة؟!!
وقد رأيت منشورا -وهو موجود عندي- في هذه الأيام للإخوان المفلسين ماذا فيه؟
«يا أختي الحبيبة(21) تعالي!! نحن وأنت يدا بيد!، يدا بيد لنصرة دين الله»
والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما مست يده يد امرأة قط.
أخبرني بعض الإخوة من طلبة الجامعة يقول: امرأة لابسة لباسا إسلاميا لا يظهر منها ولا قلامة ظفر، وما تدري إلا وهي وواحد في طرف البستان يجلسان يتحدثان، أأنت معصومة من أجل أنك متسترة؟ وأنت معصوم؟ وأنت يا زينب الغزالي -التي يحتجون بك- أأنت معصومة؟ أأنت خير من نساء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي أنزل الله فيهن: ﴿وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن﴾(22).
وقد عرف عن بعض الإخوان المسلمين أنهم يدعون النساء للخروج وللمشاركة في الأعمال، فلتقر عينك يا أمريكا -قلع الله عينك من القرار، أي لا تتحرك عينها- فلتقر عينك أبشري عندك الإخوان المفلسون مستعدون أن يدعوا إلى ما تريدين، وأن يلبسوا دعوتك لباسا إسلاميا مستعدون لذلك، والله المستعان فنحن ننصح لهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، والمجتمع اليمني فطن ويعرف الذين يدعون إلى الكتاب والسنة لا يريدون جزاء على دعوتهم من الذين يدعون ويتظاهرون بالكتاب والسنة وهم يريدون مقاصد بعد ذلك والله المستعان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
_______________________
(1) سورة التوبة، الآية: 34.
(2) سورة آل عمران، الآية: 71.
(3) سورة البقرة، الآية: 75.
(4) سورة آل عمران، الآية: 78.
(5) سورة الأعراف، الآية: 175-176.
(6) هناك شخص قيل له: لم أنت في الحزب الاشتراكي؟ قال: وعدوني بسيارة ويزوجوني -وما أدري ما هو الثالث الذي وعدوه به-، قال الإخوان: وإذا لم يعطوك شيئا من هذا؟ قال: قتلت المدير.
(7) لكن هل كون (مجلس الشيخات) السياسي.
(8) يفهم من كلامه أنه لولا أنه صعب بسبب ما يحدث فيه من القتل والقتال لساغ لهن ذلك، ولم يبال بقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-.
(9) هل في بيعة النساء: أن يلتزمن بمجلس الشيخات في اليمن؟!! ونحن نسأل هذا الملبس ما إذا قدم إلى اليمن مجلس الشيوخ الأمريكي فيستقبله نظيره في اليمن وهو مجلس الشيخات! أف لك يا عبدالمجيد ولتخطيطك المشئوم.
(10) يا عبدالمجيد تستدل بالباطل على الباطل! فهل كان هذان المجلسان في عهده عليه الصلاة والسلام أم في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أم في عهد التابعين أم أنك قد صرت مغرورا بأعداء الإسلام وبأفعالهم وبمن تابعهم، فصرت تحسن بعض أفعالهم بل تستدل بها، وذكرت أن المجلس النيابي له حق التشريع، ومجلس الشيوخ له حق إبداء الرأي في التشريع، والتشريع مما اختص الله به قال تعالى: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه﴾، وقال سبحانه: ﴿ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون﴾، وقال تعالى: ﴿لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾، وقال تعالى: ﴿إن الحكم إلا لله﴾.وقد قفزت قفزة سبقت بها أعداء الإسلام في مجلس الشيخات الذي تريده أن يكون في اليمن، صدق الله إذ يقول: ﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾.
(11) سورة النساء، الآية: 34.
(12) سورة الأحزاب، الآية: 70-71.
(13) سورة التحريم، الآية: 6.
(14) سورة طه، الآية: 114.
(15) أحد مشايخ القبائل (المكارمة) الباطنية.
(16) على أننا نقول: إن دولتنا إسلامية وإن كان هناك رشوة، وإن كان هناك دعوة للديمقراطية فهم يخادعون أمريكا من أجل أن تعطيهم مالا، اللهم دمر أمريكا، اللهم يسر لأمريكا بعشب بطل كما يسرت الشعب الأفغاني لروسيا ودمر روسيا، فهي التي فرضت علينا الديمقراطية وإلا فالمسئولون لا يريدونها. والله المستعان.
(17) يا عبدالمجيد الإسلام قد حفظ حقوق المخلوقين فمن ذلك قوله تعالى: ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا﴾. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس». رواه الشيخان. وقد تقدم شيء من ذلك فيما يتعلق بالمرأة، حتى الطريق لم يغفل الإسلام حقها ففي «الصحيحين» من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إياكم والجلوس على الطرقات» فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: «فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها» قالوا: وما حق الطريق؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر» فهل الإسلام أغفل بعض حقوق المرأة، وهل الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منع الصحابيات بعض حقوقهن، فلم يكون لهن مجلس شورى أو مجلس شيخات، حتى أتيت أنت ومن يدعو بدعوتك هذه فأعطيتم المرأة ما أغفله ديننا وما منع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- المرأة من الحقوق التي تدعو إليها وتتمناها، وصرت تعلق الفوز والفلاح والنجاح بخروج النساء من بيوتهن وتربعهن على كراسي مجلس النواب أو الشيخات فتقر أعين أعداء الإسلام بهذا الأمر، فأصبحت مخالفة الكتابة والسنة فوزا وفلاحا في نظرك؟!! والله يقول: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾.
(18) لستم الذين طالبتم ولكن أمريكا هي التي فرضت هذا على الشعب اليمني، ونراك تتبجح بمجلس النواب فماذا أستفاد منه الشعب اليمني، فالنائب يعتبر نفسه مشرعا وهو لا يعرف عن التشريع الإسلامي شيئا، وأيضا التشريع ملك لله قال الله سبحانه وتعالى منكرا على المشركين: ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾.
(19) سورة طه، الآية: 124-126.
(20) الحق أنه بلغني أنه تكلم عند الحمدي بكلام يشكر عليه -بلغني هذا عن واحد من الإخوان المفلسين-.
(21) فضائح، فضائح، خطب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- النساء فكان يقول: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله قال: «تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». أناس جاهلون، وكما قلنا في «المخرج من الفتنة» كل إناء بما فيه ينضح.
(22) سورة الأحزاب، الآية: 53.
فهرس الكتاب |
|
|