حمدا لمن بالحسن قد حلاكا
وجليل حكمته فقد أعطاكا
حللا من الأخلاق حليتم بها
نعم المكارم ربنا أهداكا
ورعاك ربي في ظلام دامس
إذ كنت طفلا يوم أن رباكا
وحملت اسم أبيك في يوم مضى
إذ كنت مقبل والعلوم عداكا
ونشأت في وكر التشيع فترة
ما كنت تدري والإله رعاكا
وفررت بالدين الحنيف مهاجرا
ورموك بالآفات يا حاشاكا
ورجعت من سفر فنلت معاليا
وعدوت في لهف لنيل مناكا
حذرت من شرك ومن بدع بدت
ودعوت للتوحيد لا لهواكا
أرأيت إذ كنت الوحيد بداره
فردا أعز الله من واساكا
فشرعت في تعليم طلاب أتوا
نفر قليل في فسيح رباكا
فتكالب الأعداء في خبث لكم
فدعوت ربك فاستجاب دعاكا
في مسجد الهادي قمت مناصحا
فرأيت أوغادا تريد عراكا
حتى رآك من اللئام حقيرهم
ومضى إليكم لا يريد فكاكا
وتفرق الجمع الغفير طرائقا
ما بين مبغضكم ومن زكاكا
نجاك ربي من خبيث فعالهم
وأبي الرحيم بأن تراق دماكا
وتقلد الشيعي أخبث حلة
إذ كان ينشر في الطريق شباكا
قطعت شباك العنكبوت ومزقت
بقذائف التوحيد نال هلاكا
مات التشيع فالإله أماته
وبفضل شيخي لا يطيق حراكا
نصر الإله خطاك يا شيخ الهدى
إذ كنت تنصر في الورى مولاكا
فأذقت فاسقهم كئوس مرارة
وتحشرجت من مرهن عداكا
فرق تهاوت تحت ظل قلاعكم
أخرى تهاب الليل من ذكراكا
نظروا إلى وقع السهام فهالهم
شاب الحليم وذل من رؤياكا
واستسلم الفظ الغليظ لسنة
ومن ابتدى في غيه ورماكا
ثم امتطيت عنان صبر فائق
حتى ارتقيت إلى نجوم سماكا
ناديت في أمم أتتك تسابقا
وتسامعت في الصين صوت صداكا
وأتوك من بلد الفرنج وفارس
وجميع أرض الله ما أغلاكا
سر يا ابن هادي في الطريق فإننا
بالنثر والأشعار نحن فداكا
فالحق نهجكم ورب محمد
لا تبتئس ممن يريد أذاكا
لا تبتئس ممن تعدى ظلمه
ورماك شيخي بالتشدد ذاكا
سر فالطريق معبد ومذلل
سحقا لمن طلب العلا فقلاكا
بعدا لمن عرف الطريق وحاده
أبكي عليه وتارة أتباكى
ماذا أقول لمن تسطر شعره(1)
في ذم أهل العلم ثم هجاكا
نهق الحمار بشعره في حجره
ما عز سامعه وما أرداكا
حدث يريد من النجوم ضياءها
اخسأ حسيرا فالثرى مأواكا
قد كان نورك في جنانك كائن
حتى زرعت الحقد في مثواكا
كم من فتى قال القصائد لوعة
وثباته في الشعر قد أغراكا
ما إن تقهقر في الحضيض هجاكم
ومن الفضائل كلها أعراكا
وعنيت عبدالله في «قمع» أتى(2)
بقصيدة وأظنه أبكاكا
ذاك ابن غالب قد تكدر نهجه
أبياته فيكم غدين ركاكا
غفراك ربي لم يجلوا عالما
أوليس فيهم رب من يخشاكا
أين الذين تعبدوا وتزهدوا
يارب لم يقفوا على تقواكا
مهلا فلست بضائر شيخ العلا
فسيزرع الشيخ الألوف سواكا
وهم الذين سينصروه بشعرهم
والحق ما سمعت به أذناكا
فاعرف لشيخك قدره ومكانه
هو من طريق الجهل قد نجاكا
عجز اللسان يريد وصفك قائلا
شيخ المعالي جل من سواكا
العيد يا شيخي بأنك سالم
من كل داء ربنا عافاكا
العيد يوم يقول ربي عبدنا
جنات فردوس تحب لقاكا
العيد يوم ترى إلهي ضاحكا
والفرح قد نطقت به عيناكا
يا رب فاهدي ذا المسيء لسنة
واغمره يا ربي بفيض رضاكا
هذي لآلئ شاعر تعدادها
خمسون بيتا صارما فتاكا
أو زد على اثنين في عدل أتت
وتقول بعد مجيئهن كفاكا
ثم الصـلاة عليك يـا نور الهدى
ما شـن مزن في العـلا تغشاكا
كتبه ونظمه/ علي بن عبد الرقيب حجاج
_______________________
(1) محمد المهدي ولاكرامة.
(2) «قمع المعاند» ص(139) قال الشيخ: أقرأ عليكم القصيدة التي أرسلها إلي (عبد الله بن غالب) وكثيرا ما أقرأها وأبكي.
فهرس الكتاب |
|
|